نهر الفرات ونبوءة الذهب.. حين يسبق الحديث الشريف علوم الجيولوجيا

  • أحمد حمدي
  • الإثنين 21 أبريل 2025, 9:09 مساءً
  • 18

قال فراس وليد، الباحث في ملف الإلحاد، إن الحديث النبوي الشريف الذي أشار إلى انحسار نهر الفرات عن "جبل من ذهب" يحمل دلالات علمية واقعية إلى جانب كونه من علامات الساعة.

واستشهد وليد في حديثه بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ أنه قال: "يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً" (رواه مسلم)، موضحًا أن هذا الحديث أثار اهتمام عدد من الباحثين في ظل التغيرات البيئية التي يشهدها النهر اليوم.

وأشار إلى أن منسوب نهر الفرات يشهد تراجعًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة بسبب التغير المناخي وبناء السدود، لا سيما في تركيا، وهو ما يجعل احتمالية انكشاف رواسب معدنية من قاع النهر، ومن ضمنها الذهب، أمراً وارداً من الناحية الجيولوجية.

وأبرز الباحث أن الذهب الغريني (Placer Gold) يعد من أنواع الرواسب التي تتكون نتيجة تآكل الصخور الحاوية للذهب في المناطق الجبلية، وينتقل مع المياه إلى المناطق السهلية، مشيرًا إلى أن نهر الفرات الذي ينبع من جبال تركيا قد يحمل مثل هذه الترسبات.

وأضاف أن شواهد تاريخية تدعم هذا الاحتمال، منها استخدام حضارات بلاد الرافدين للذهب واعتمادهم على مصادر معدنية شمالية مرتبطة بالنهر، إلى جانب اكتشاف مشغولات ذهبية في مواقع أثرية قرب مجرى الفرات الأوسط، واهتمام الرومان والفرس بإنشاء مراكز سك للعملة الذهبية على ضفافه.

واعتبر فراس وليد أن التلاقي بين النبوءة النبوية والمعطيات العلمية والتاريخية يثير التأمل في طبيعة هذا الحدث المستقبلي، لا سيما مع تحذير النبي ﷺ من أخذ الذهب حين ظهوره، وهو ما وصفه بأنه "دعوة أخلاقية للتعفف ورفض الانجراف وراء بريق الفتن عند وقوعها".

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن "الحديث النبوي لا يحمل فقط دلالة غيبية، بل يفتح المجال لفهم أعمق للعلاقة بين الدين والعلم، وكيفية تلاقي النبوءات مع الواقع الجغرافي والجيولوجي"، داعيًا إلى مزيد من البحث في هذه الظواهر ضمن سياق علمي موثّق.

تعليقات