"قنديل عرف الأسد".. مخلوق بحري يفوق الحوت الأزرق طولًا!
- الجمعة 18 أبريل 2025
الحديث هنا عن طائر يُعرف باسم "حوّام العسل المتوَّج" (Pernis ptilorhynchus)، الذي يُعد واحدًا من القلائل في عالم الحيوان القادرين على التغذي على يرقات النحل والدبابير دون أن يخشى لسعاتها، بل يذهب أبعد من ذلك ليأكل شمع العسل نفسه!
يكمن السر في تكيفات جسدية مذهلة منحها الله لهذا الطائر، حيث يتمتع بريش فريد من نوعه يتكون من أعواد مركزية تتفرع إلى أشواك ثم إلى شعيرات دقيقة جدًا، تُشبه إلى حد بعيد الشعيرات الدموية في جسم الإنسان. هذه الشعيرات تتشابك لتكوّن درعًا طبيعيًا واقيًا من اللسعات، خاصة حول أكثر مناطق جسمه حساسية: العينين، المنقار، الأنف، والعنق.
ولم يتوقف إبداع الخالق عند هذا الحد؛ إذ يتمتع "حوّام العسل" أيضًا بـ:
غشاء خاص يحمي عينيه من لسعات النحل أثناء الهجوم.
مادة طاردة للحشرات تغطي ريشه، تقلل من أثر اللسعات وتبعد الحشرات عنه.
هذا الطائر يُجسد مثالًا حيًا على قوله تعالى: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [النمل: 88]
إنها دعوة مفتوحة للتأمل في خلق الله الذي أبدع كل كائن بما يلزمه للبقاء، وأودع في أبسط المخلوقات تعقيدات مذهلة تثير الإعجاب وتعمق الإيمان.