فراس وليد: آيات سورة الإسراء كشفت أثر القرآن في علماء أهل الكتاب وبلاغة الخضوع لله

  • أحمد نصار
  • الخميس 17 أبريل 2025, 4:47 مساءً
  • 21
الآيه الكريمة

الآيه الكريمة

قال الباحث في الإعجاز القرآني، فراس وليد، إن الآيات الكريمة من سورة الإسراء: ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا...﴾، نزلت في سياق الرد على استكبار قريش عن الإيمان بالقرآن، مؤكدة أن هذا الكتاب العظيم، وإن أنكره بعضهم، فقد آمن به علماء من أهل الكتاب، لما رأوا فيه من دلائل الصدق وموافقة لما بين أيديهم من علم.

وأوضح وليد أن المقصود بـ "الذين أوتوا العلم من قبله" هم علماء أهل الكتاب الذين أيقنوا بصدق نبوة محمد ﷺ، فسجدوا لله تأثرًا وخشية، ومنهم: عبد الله بن سلام، وورقة بن نوفل، وسلمان الفارسي، والنجاشي، مشيرًا إلى ما ثبت في الروايات من أن عبد الله بن سلام قال: "أشهد أنك رسول الله"، وبكى عند سماع القرآن، وأن ورقة بن نوفل أخبر النبي ﷺ بأن الذي نزل عليه هو جبريل، كما نزل على الأنبياء من قبله.

وسلط الباحث الضوء على بلاغة التعبير القرآني "يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ"، مبينًا أن المقصود ليس مجرد سجدة ظاهرية، بل تصوير بالغ للخضوع والانقياد لله، حتى تُخيَّل الأذقان وكأنها تلامس التراب من شدة الذل والخشوع.

وأضاف أن تكرار العبارة "يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ" في الآيتين أتى ليدل على تنوع الاستجابة الإيمانية، ففي الأولى جاء الوصف "سُجَّداً"، وفي الثانية "يَبْكُونَ"، في تعبير عن تفاعل شامل بالجسد والعين والقلب.

واختتم وليد حديثه بالتأكيد على أن القرآن لا يكتفي بإحداث أثر لحظي في القلب، بل "يزيدهم خشوعًا"، كما جاء في الآية، بما يدل على أن تلاوة القرآن ترفع المؤمن في مقامات الخضوع واليقين، وتُرقّي قلبه إلى مستويات أسمى من الإيمان.

تعليقات