الباحث ماهر بقجة: العلماء الحقيقيون أقرب إلى الله.. والعلم طريق لإدراك عظمة الخالق

  • أحمد نصار
  • الخميس 17 أبريل 2025, 4:35 مساءً
  • 19
تعبيرية

تعبيرية

أكد الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، المهندس ماهر بقجة، أن من يتعمق في العلوم الكونية والفيزيائية والبيولوجية بإخلاص وتجرُّد، لا بد أن يقوده العلم إلى الإيمان بوجود خالق عظيم لهذا الكون المتقن، بخلاف بعض من يُسمَّون أنفسهم "ملحدين"، ممن يغلب على خطابهم التكبر والسطحية وقلة العلم.

وقال بقجة: "قد ترى من يتفلسف ويجادل في وجود الله، لكنك لن تجد عالماً حقيقياً، متبحراً في قوانين الكون ونواميسه، ينكر وجود الخالق، لأن العقل يتجلّى في تفاصيل الخلق وقوانينه الدقيقة، التي تنطق بحكمة وإبداع لا يمكن أن يكونا صدفة".

"العلم يقود إلى الإيمان"

واستشهد بقوله تعالى:
﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28]، موضحاً أن المقصود بـ"العلماء" في هذه الآية ليسوا فقط علماء الشريعة، وإنما أيضاً علماء الطبيعة والكون والبيئة، ممن يتفكرون في آيات الله الكونية ويزدادون خشوعاً لله كلما تعمّقوا في أسرار خلقه.

وأوضح بقجة أن هذا المعنى يتضح جلياً في السياق القرآني، إذ قال الله تعالى في الآية السابقة:
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً...﴾، فتحدث عن الظواهر الطبيعية، والتنوع في الجبال، والنبات، والكائنات الحية، ثم ختم بقوله: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾، مما يدل على أن التفكر في الكون طريقٌ للخوف من الله والإيمان به.

العلم طريق للهداية

وأشار الباحث إلى أن الكون هو "كتاب الله المنظور"، كما أن القرآن هو "كتاب الله المسطور"، مشدداً على أن كلما ازداد الإنسان علماً، ازداد يقيناً بأن وراء هذا الكون خالقاً عليماً خبيراً. وقال: "ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت.. كل شيء موزون بحكمة، وكل ذرة خُلقت بتقدير بالغ، فكيف يُنكر العاقل هذا الإبداع؟!".

وختم حديثه بقوله:

"العلم الحقيقي لا يصنع الإلحاد، بل يفضحه.. لأن من يملك أدوات البحث العلمي، ويتجرد من الهوى، لن يقف في وجه الحقيقة، بل سيسجد لها".

تعليقات