بمشاركة هيثم طلعت.. لقاء فكري يناقش مخاطر "الروحانية الزائفة" وممارسات "مشعوذي العصر"
- الأحد 20 أبريل 2025
الأسنان
وأشار العبادي إلى أن القرآن الكريم يمتلئ بالآيات التي تدعو الإنسان إلى التأمل في خلق الله عز وجل، ومنها قوله تعالى:
﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 185]، مؤكدًا أن هذه الدعوة موجهة للبشر جميعًا، وأن في كل مخلوق من مخلوقات الله آية تدل على عظمة الخالق.
وتابع: "لقد خصّ الله تعالى بعض مخلوقاته بالذكر لأهميتها البالغة في تحريك العقل نحو اليقين، ومن ذلك قوله:
﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ، وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: 20-21].
وفي هذه الآيات دعوة صريحة إلى التأمل في خلق الإنسان نفسه، لما فيه من تعقيد وإتقان يستحيل أن يكون ناتجًا عن الصدفة، بل هو دليل على صانع عليم قدير."
وضرب الدكتور العبادي مثالًا بديعًا على ذلك من خلق الأسنان عند الإنسان والكائنات الحية، مبينًا أن لها تصميمًا دقيقًا ووظائف محددة تتناسب مع موقعها وشكلها، مما ينفي تمامًا زعم الصدفة، ويثبت وجود خالق حكيم.
وقال: "الأسنان ليست مجرد أعضاء في الفم، بل هي جزء أساسي من الجهاز الهضمي، حيث تقوم بتقطيع وطحن الطعام لتسهيل مروره إلى باقي مراحل الهضم. وإن أي إنسان ينظر في تركيبة أسنانه، وعددها، وأشكالها، وطريقة ترتيبها، لا بد أن يتيقن أنها لم تأتِ عشوائيًا."
وكشف عن أن عدد الأسنان في الإنسان البالغ هو 32 سنًا، نصفها في الفك العلوي والنصف الآخر في السفلي، وتنقسم حسب الوظيفة إلى قواطع وأنياب ونواجذ وأضراس، لكل منها شكل محدد ووظيفة متخصصة، مما يشير إلى دقة تصميم مذهلة.
ولإثبات استحالة المصادفة، أجرى الدكتور العبادي عملية حسابية تستند إلى قانون التباديل، وهو حساب عدد الطرق الممكنة لترتيب الأشياء. وقال:
"عدد الترتيبات الممكنة لأسنان الإنسان يبلغ (2.63 × 10³⁵) ترتيبًا، أي مضروب العدد 32. ولو افترضنا جدلاً أن الصدفة تحاول ترتيب الأسنان بمعدل محاولة واحدة في كل عام، فإن عمر الكون المقدر بـ13 مليار سنة لا يكفي لتحقيق هذا الترتيب، فما بالك بعشرات الآلاف من الكائنات الأخرى ذات الأسنان؟!"
وختم العبادي حديثه مؤكدًا أن:
"أبسط تأمل في خلق الأسنان يكفي لدحض مزاعم الصدفة، ويقود إلى الإيمان بأن وراء هذا الإبداع خالقًا لا حدود لعلمه وقدرته. وهذا ما دعا إليه القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام، حين ربط الإيمان بالعقل والتفكر والنظر."