"هذا خلق الله".. باحث في ملف الإلحاد يتأمل عظمة واحدة ليهدم بها أوهام "الصدفة"
- الثلاثاء 15 أبريل 2025
السماء
تتطرق القرآن الكريم إلى الكثير من الأمور الغيبية وجاء العلم الحديث ليكشف صدق ما جاء به هذا الكتاب العظيم، وقد يتسأل البعض ما هو مدى الاعتماد العلمي على موضوع إصدار الكون لذلك الصوت في ذلك الوقت المبكر من عمر الخليقة وتسجيله حديثاً، وهل هو حقيقة علمية أم لا يزال في طور الفرضيات والنظريات، وهل يكفي لبلوغه درجة الحقيقة العلمية عدم رد الأوساط العلمية للموضوع؟ والحال أن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه: (مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ) (الكهف:51). وما هو الربط العلمي المقنع بين المنحنيات الهادئة التي ظهرت على الرسم البياني لترددات ذلك الصوت – لو ثبت يقيناً – وبين قوله تعالى: (أتينا طائعين)؟ وفقا لما ذكره الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، المهندس عبد الدائم الكحيل.
وتابع: أن بعض العلماء
الأفاضل في مجال الإعجاز العلمي يشترطون في ضوابط الإعجاز أن يتم الاعتماد على
الحقائق اليقينية فقط ولا نعتمد على النظريات، ولكن لي وجهة نظر مختلفة. فالأساس
الذي نعتمد عليه هو القرآن (والسنة الصحيحة)، فهو الحقيقة اليقينية الوحيدة، وما
عدا ذلك قابل للأخذ والرد. والقاعدة التي وضعناها في ضوابط الإعجاز أن أي حقيقة
علمية سواء كانت يقينية أو نظرية أو فرضية أو حتى فكرة، مادامت تتفق مع القرآن وجب
الأخذ بها لأن القرآن هو الأصل، فكل ما يتوافق معه هو الحق، وكل ما يخالفه هو
الباطل.
وأردف قائلا: إنه عند
الحديث عن بداية خلق الكون لا توجد حقائق يقينية إنما هي اجتهادات ونظريات ونتائج
لقياسات كونية لا يمكن أن نتأكد منها لأننا لم نشاهد خلق الكون. وعندما يقول
العلماء إن الكون أصدر ذبذبات صوتية كان هذا الاكتشاف نتيجة أبحاث وقياسات، وعندما
حللوا ذلك الصوت وجدوه هادئاً أي لا يشبه صوت الانفجار أو الضوضاء بل صوتاً وديعاً
أشبه بطفل رضيع! ، منوها إلى أن العلماء يحالون تقليد الصوت الذي أصدره
الكون أثناء ولادته أو نشوئه، ووجدوا أن المنحني البياني هادئ ومتوازن وأشبه ببكاء
طفل رضيع! وهذا الاكتشاف لا يدعو للاستغراب، مع العلم أن العلماء يقولون إن السماء
تتكلم، ولكن لا أدري لماذا يعترض الملحدون على كلام القرآن عندما يخبرنا بأن
السماء تتكلم وتطيع خالقها؟؟!
وأضاف أن الذي نستفيده
من هذا الاكتشاف أنه أصبح لدينا حجة تثبت أن القرآن لا يحوي أساطير كما يدعي
الملحدون، بل هو كتاب الحقائق. فعندما يخبرنا الله عن كلام للسماء في بداية الخلق
في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا
وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)
[فصلت: 11]. فكلمة (قَالَتَا) هي كلمة صحيحة والسماء تتكلم بالفعل، وعندما يأتي
العلماء في القرن الحادي والعشرين ليقولوا إن السماء قد تكلمت وأصدرت ذبذبات
صوتية، فهذا يعني أن القرآن كتاب الحقائق وليس كتاب الأساطير.
وأكمل: ولكن هل يعني
أن الصوت المكتشف هو ذاته ما قالته السماء والأرض؟ بالطبع هذا من علم الغيب الذي
لا يعلمه إلا الله، ولكن المؤمن تكفيه الإشارة، ونقول إن النجوم تطلق ذبذبات صوتية
والثقوب السوداء تصدر مثل هذه الأصوات وكذلك النجوم النابضة وحتى النبات والخلايا
وغير ذلك، ونقول إن هذه الأصوات التي لا نفقهها هي تسبيح لله تعالى القائل:
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]. هذا ما نعتقده لأن
الله هو الذي أخبرنا عن ذلك، ولكن قال لنا (لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) أي
أننا يمكن أن نسمع هذه الأصوات ولكن لن نفقهها ولن نفهمها، ومن هنا نقول إن المؤمن
يرى عظمة الله في كل شيء من حوله، بينما تجد الملحد يرى الحقائق وينكرها.
وختم قائلا: إن الكون
تمدّد بسرعة في بداية خلقه وكانت مادته الدخان، ومن قوانين هندسة الموائع نجد أن
أي غاز يتمدد بسرعة يصدر ذبذبات صوتية ناتجة عن احتكاك ذراته، فهذا أمر يقيني، أما
الربط العلمي بين هذا الصوت وبين قوله تعالى: (أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فهذا اجتهاد
قد يصيب وقد يخطئ، ولكنني كمؤمن أرى في الصوت الذي أصدرته السماء والأرض تسبيحاً
وامتثالاً لأمر الله، والله أعلم.