باحث في ملف الإلحاد: من يظن أن الدين سجن فقد ضل فهمه لحكمة الشريعة

  • أحمد حمدي
  • الأحد 13 أبريل 2025, 2:25 مساءً
  • 24

أعرب الباحث في ملف الإلحاد محمد سيد صالح عن دهشته مما يردده البعض من أن الدين يمثل قيدًا على الحريات أو "سجنًا"، مؤكداً أن هذه الرؤية السطحية تُظهر جهلاً بحقيقة الشريعة الإسلامية التي قامت على التيسير والتوازن، لا على التعقيد والتضييق.

وفي رسالة تلقاها صالح وتناولها بالشرح، أوضح أن المحرمات في كتاب الله لا تتجاوز أربعة عشر محرمًا، منها تسعة محرمات هي من ثوابت الدين الإسلامي الموجهة إلى البشرية كافة، وقد وردت مجتمعة في ثلاث آيات متتالية من سورة الأنعام (151-153). وتشمل هذه المحرمات أمورًا كتحريم القتل، وتحريم أكل مال اليتيم، ووجوب العدل والقسط، وغيرها مما يرسخ أسس السلام المجتمعي والكرامة الإنسانية.

وأضاف أن المحرمات الخمسة الأخرى تخص شريعة سيدنا محمد ﷺ، وهي: زواج المحارم، ومحرمات الطعام، والربا، والتقول على الله بغير علم، والإثم والبغي بغير الحق.

ولفت الباحث إلى أن ما حرّمه الله محدودٌ ومحصور، في مقابل إباحة واسعة لا تُعد ولا تُحصى من الطيبات، قائلاً: "حرم الله علينا الميتة ولحم الخنزير، لكنه أباح لنا عشرات الأنواع من اللحوم، من الإبل والبقر والطيور والأسماك، وحتى لحم الحصان. حرم الخمر وأباح آلاف المشروبات والعصائر. حرم الزنا وأباح الزواج والتعدد بشرط العدل، وحرم زواج المحارم وفتح الباب لباقي نساء الأرض".

واستشهد الباحث بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [البقرة: 172]، ليدلل على أن الأصل في الأشياء هو الإباحة، لا التحريم، وأن ما نهى الله عنه إنما نُهي لأسباب تتعلق بحفظ النفس والعقل والنسل والمال والدين.

وبيّن صالح أن الحكمة من قلة المحرمات تعود إلى أمرين أساسيين؛ الأول: تحقيق الإيمان، حيث لا يتم التمييز بين المؤمن والمنافق إلا بوجود اختبار في الامتثال والامتناع، والثاني: تحقيق النظام والعدل في المجتمع، موضحًا: "لو كان كل شيء مباحًا، لانعدمت الحدود وانفرط عقد النظام".

وختم تصريحه بتأكيده أن الإسلام لم يأمر إلا بكل ما هو جميل، ولم ينهَ إلا عن كل ما هو قبيح، داعيًا إلى إعادة النظر بعين العقل والعدل في فهم طبيعة الشريعة ومراد الله من خلقه.

تعليقات