لمن يسأل: أين يأجوج ومأجوج؟.. رد علمي وشرعي

  • أحمد حمدي
  • السبت 12 أبريل 2025, 2:25 مساءً
  • 46
أين يأجوج ومأجوج

أين يأجوج ومأجوج

قال محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، في رد علمي وفكري على شبهة تتكرر بين المشككين في النصوص الغيبية: "لماذا لا نرى أقوام يأجوج ومأجوج رغم العلم الحديث وتوافر الأقمار الصناعية؟"، حيث أوضح عدة محاور تفصيلية تنقض الشبهة من جذورها، وهي كما يلي:

أولًا: مساحة الكرة الأرضية وعجز العلم عن الإحاطة بها
يؤكد محمد سيد صالح أن مساحة الكرة الأرضية تتجاوز 500 مليون كيلومتر مربع، ومع وجود 193 دولة عضوة في الأمم المتحدة، فإن كثيرًا من أراضيها ما زال غير مكتشف بشكل تام. ويضرب مثلًا بجمهورية مصر العربية التي تبلغ مساحتها نحو مليون و200 ألف كيلومتر مربع، ويقول: "في أجزاء من هذه المساحة تقع آثار مصر القديمة، ومع ذلك، وفقًا لعالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، لم يُكتشف إلا 30% فقط من هذه الآثار، أي أن هناك 70% لم تكتشف بعد، رغم التقدم التكنولوجي". ويستنتج من ذلك أن "العلم الحديث لم يستطع الكشف عن 70% من آثار مصر القديمة، فكيف يقال إنه قد أحاط بكل تفاصيل الكرة الأرضية؟!".
كما أشار إلى أن تصوير الكرة الأرضية بالأقمار الصناعية يقتصر على سطحها فقط، ومن مسافات بعيدة، لا تكشف التفاصيل الدقيقة، فضلًا عن العجز الكامل عن ما في باطن الأرض أو جوفها، متسائلًا: "فكيف يُستدل بالأقمار الصناعية إذن؟!".

ثانيًا: يأجوج ومأجوج من علامات الساعة الكبرى
لفت الباحث إلى أن خروج يأجوج ومأجوج يُعد من علامات الساعة الكبرى، وأن الساعة لم تأتِ بعد، متسائلًا: "فكيف يكشف الله لنا شيئًا لم يأذن بموعده؟!".

ثالثًا: إرادة الله فوق كل شيء
يتابع محمد سيد صالح قائلاً: "وإن افترضنا جدلًا أن الأقمار الصناعية استطاعت أن تُلم بدقائق الأرض، فهل هذا يعني أننا نرى كل شيء؟!". ويؤكد أنه لا يمكن رؤية شيء إلا إذا شاء الله، مشيرًا إلى أن الإنسان لم يصنع الأقمار الصناعية من العدم، بل استخدم موارد الله وعقله الذي وهبه الله له، وبهذا فإن قدرة الإنسان تظل خاضعة لقدرة الله. ويضيف: "فإن شاء الله أن يعطل قدراتنا لرؤية شيء على أرضه لفعل، وهذا ليس غريبًا، بل يحدث معنا يوميًا حين نغفل عن أشياء ملاصقة لنا تمامًا؛ كمفاتيح السيارة أو النظارة وهي في أيدينا، فكيف إذن بالأشياء غير الملاصقة؟!".

رابعًا: الغيب وتحقيق الإيمان
أكد محمد سيد صالح أن من شروط تحقق الإيمان تصديق الغيبيات، مستشهدًا بقول الله تعالى:
"ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ...".
وأوضح أن الغيب يُعد من أركان الاختبار الدنيوي، وأن الله لو كشف الغيب كله لعباده، لانتفى معنى الإيمان والاختيار، واستشهد بقوله تعالى:
"إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ"، مبينًا أن الله قادر على إنزال آية تُجبر الناس على الطاعة، ولكن ذلك يتنافى مع حكمة الابتلاء والاختبار.

الخلاصة التي قدمها الباحث جاءت في ثلاث نقاط محورية:

  1. العلم الحديث لم يكتشف كل ما هو على سطح الأرض.

  2. حتى لو تمكّن العلم من رؤية كافة جوانب الأرض، فإنه لا يتجاوز قدرة الله، والله قادر على حجب ما لا يريد كشفه.

  3. حجب الغيبيات هو أحد أسس الاختبار الدنيوي، ومفتاح تحقق الإيمان.

وختم محمد سيد صالح تقريره قائلاً: "هذا جزء من ردي على هذه الشبهة ضمن كتابي: مائة شبهة حول الإسلام".

تعليقات