"قنديل عرف الأسد".. مخلوق بحري يفوق الحوت الأزرق طولًا!
- الجمعة 18 أبريل 2025
- بواسطة أحمد حمدي
- الجمعة 18 أبريل 2025
طائر "الغاق".. مخلوق عجيب يجمع بين الطيران والسباحة
- أحمد نصار
- الخميس 10 أبريل 2025, 5:30 مساءً
- 45
الصيادون مع الغاق
قال الدكتور ناصر أحمد محمد سنه، الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، إن كل مخلوق في المملكة الحيوانية - سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، وحيد الخلية أو متعددها - يتمتع بخصائص فريدة، وهداية إلهية تعينه على التكيف مع بيئته، مشيرًا إلى أن هذا التنوع يدعو الإنسان للتسبيح والتأمل في قدرة الخالق.
وأشار "سنه" في حديثه إلى نموذج مدهش يجمع بين التحليق في السماء، والسباحة في أعماق البحار، وهو طائر الغاق (Phalacrocorax aristotelis) المعروف أيضًا بـ"غراب البحر"، والذي يعتمد في رزقه على الغوص لاصطياد الأسماك، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة هود:
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (هود: 6).
وأوضح أن طائر الغاق يضم نحو 39 نوعًا موزعة على سواحل البحار والمحيطات والأنهار حول العالم. ويُعد من الطيور الرمزية في بعض الثقافات، مثل مدينة "ليفربول" الإنجليزية، التي تتزين مبانيها بتماثيله. كما استُخدم منذ القرن الخامس الميلادي في الصين واليابان وفرنسا وإنجلترا للمساعدة في صيد الأسماك، حيث يتم تدريبه للغوص والتقاطها، وتُربط خيوط حول عنقه لمنعه من ابتلاعها.
وأكد أن هذا الطائر المائي متوسط الحجم، ويتساوى الذكر والأنثى في الشكل والحجم، وله ريش داكن ولمعان أخضر، ومنقار طويل معقوف، وأقدام مكففة تساعده على السباحة. ويغوص لعمق يزيد على 20 مترًا، بفضل تكوينه الفسيولوجي الذي لا يحتوي على أكياس هوائية تحت الجلد، ما يجعله أقل طفوًا، وأكثر قدرة على الغطس بسرعة وكفاءة.
كما نوه إلى نوع "الغاق السوقطري" المتوطن في شبه الجزيرة العربية، والذي يُعرف محليًا في المنطقة الشرقية من السعودية باسم "اللوهة"، ويتميز بلونه الأسود وبريقه المعدني، ويبلغ طوله 80 سم، ويصل امتداد جناحيه إلى 130 سم. ويُعد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، حيث تراجعت أعداده بشكل كبير، ولم يتبقَّ سوى 13 مستعمرة معروفة في الخليج العربي، ثلاث منها في السعودية، ويُقدَّر عدد الأزواج فيها بنحو 220 ألف زوج، تمثل 95% من تعداد النوع عالميًا.
وعن تكاثره، أوضح "سنه" أن طيور الغاق تبني أعشاشها على الأرض بين الحصى، وتضع من ثلاث إلى خمس بيضات، ويشارك الذكر في الحضانة ورعاية الصغار.
واختتم قائلاً: "إن قدرة طائر الغاق على التحكم في أجهزته الحيوية أثناء الغوص، مثل الجهاز التنفسي والدوري والعضلي، تدعو إلى التأمل في عظمة الخالق. فهو يقلل من نشاط القلب لتقليل استهلاك الأوكسجين، ويستخدم طاقة مخزنة في عضلات الفخذ، ويغوص بخفة في الماء، ثم يعود إلى السطح ليأكل رزقه الذي قدره الله له".
