"هذا خلق الله".. باحث في ملف الإلحاد يتأمل عظمة واحدة ليهدم بها أوهام "الصدفة"
- الثلاثاء 15 أبريل 2025
التفكك الأسري
كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في تقرير صادر له اليوم الثلاثاء، عن العلاقة الوثيقة بين التفكك الأسري وتبني الشباب للأفكار المتطرفة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الطرق التي يسهم بها هذا التفكك في دفع الشباب نحو التطرف.
وعدد التقرير أربعة عوامل أساسية تؤكد هذه العلاقة، وهي:
أولًا: الفراغ العاطفي والنفسي
أوضح التقرير أن الشباب في الأسر المفككة يفتقرون إلى الدعم العاطفي والمادي الضروري، ما يعمّق شعورهم بالوحدة والفراغ الداخلي. وفي ظل غياب البيئة الأسرية الآمنة المليئة بالحب والرعاية، يصبح هؤلاء الشباب أكثر عرضة للبحث عن أي مصدر يملأ هذا الفراغ ويمنحهم شعورًا بالانتماء والقبول. وفي غياب الدعم الكافي، قد يجد بعضهم في التنظيمات المتطرفة ملاذًا يوفّر لهم إحساسًا زائفًا بالانتماء، مما يدفعهم في نهاية المطاف إلى تبني أفكار متشددة، بحثًا عن هوية أو غاية تعوّض ما افتقدوه من استقرار عاطفي وأمان نفسي.
ثانيًا: غياب التوجيه الأسري
أكد المرصد أن الأسرة تمثل الحاضنة الأولى التي يستمد منها الشاب القيم والمبادئ التي ترشد سلوكه وتوجهه في الحياة. إلا أن الأسر المفككة تعاني من نقص كبير في هذا الدور التوجيهي، ما يضعف قدرة الأبناء على اتخاذ قرارات سليمة مبنية على أسس صحيحة. وفي ظل غياب الإرشاد الأسري، يصبح الشاب عرضة للضياع، وتُفقد الأطر الواضحة التي ترشده. وفي هذه الأجواء، قد يجد في الأفكار المتطرفة بديلًا يقدم له هدفًا واضحًا واستقرارًا ظاهريًّا، حتى وإن كان ذلك على حساب القيم الإنسانية السليمة.
ثالثًا: الشعور بالوحدة والعزلة
أشار التقرير إلى أن الشعور العميق بالوحدة والعزلة يُعد من أبرز نتائج التفكك الأسري، إذ يفتقر الشباب إلى الروابط العاطفية التي تربطهم بأسرهم. ويؤدي ذلك إلى ضعف القدرة على التواصل الفعّال وغياب الدعم العاطفي اللازم لمواجهة تحديات الحياة. هذا الانفصال العاطفي يزيد من شعورهم بالضياع والعجز، مما يجعلهم أكثر قابلية للتأثر بالتنظيمات التي تُظهر اهتمامًا واحتواءً، فتقدم لهم انتماءً زائفًا وتقديرًا وهميًّا، يدفعهم نحو الانخراط في أفكار وأفعال متطرفة قد تتعارض مع مبادئهم الأصلية.
رابعًا: التعرض للعنصرية والتمييز
وتطرق التقرير إلى أن بعض الشباب، وخاصة ممن ينتمون لأقليات دينية أو عرقية، يواجهون تحديات مجتمعية كبيرة، مثل التمييز العنصري أو الديني، ما يولّد لديهم مشاعر الغضب والظلم. وفي ظل غياب البيئة الأسرية التي توفر لهم إحساسًا بالعدالة والمساواة، تصبح هذه المشاعر أرضًا خصبة تستغلها التنظيمات المتطرفة. وتقدّم هذه التنظيمات أفكارًا توهم بأنها تسعى لتصحيح هذا الظلم، فتمنحهم شعورًا بالقوة والقدرة على التغيير، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للانجراف وراء الفكر المتطرف.
واختتم المرصد تقريره بالتأكيد على أهمية تعزيز دور الأسرة في حماية الأبناء من الانجراف وراء التيارات المتطرفة، من خلال توفير بيئة آمنة، مشبعة بالعاطفة والرعاية والتوجيه السليم، كحائط صد أول أمام أي محاولة لاستقطابهم فكريًّا أو سلوكيًّا.