باحث في ملف الإلحاد: ليس كل استنكار مجتمعي مرتبطًا بالذكورية أو النسوية

  • أحمد حمدي
  • الجمعة 28 مارس 2025, 7:55 مساءً
  • 49
محمد سيد صالح

محمد سيد صالح

أكد الباحث في ملف الإلحاد محمد سيد صالح أن بعض الأحكام الشرعية تشمل الرجال والنساء على حد سواء، إلا أن الأعراف المجتمعية تلعب دورًا في مدى الاستنكار الاجتماعي لهذه الأفعال. وضرب مثالًا بالتدخين، مشيرًا إلى أنه محرم شرعًا على الرجال والنساء معًا، لكن نظرًا لانتشاره بين الرجال أكثر، فإن تدخين المرأة يثير قدرًا أكبر من التعجب والاستنكار بسبب مخالفته العرف السائد.

وفي سياق مشابه، أوضح صالح أن النمص (إزالة شعر الحواجب) محرم على الجنسين، لكنه شائع بين النساء، لذلك لا يُنظر إليه بنفس الدرجة من الاستغراب، بينما إذا قام به رجل فسيثير الاشمئزاز والاستغراب أكثر، نظرًا لأنه يخالف العرف السائد بين الناس.

وأضاف أن الشرع قد أقرّ بعض الأعراف واعتبرها جزءًا من منظومة التشريع الاجتماعي، مستشهدًا بقول الله تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" (الأعراف: 199). وبالتالي، فإن مخالفة العرف تجعل الفعل أكثر استهجانًا، لكنها لا تُنشئ حكمًا شرعيًا جديدًا، بل تعكس طبيعة استنكار المجتمع للسلوكيات الشاذة عن المألوف.

واختتم صالح حديثه بالتأكيد على أن المسألة ليست قضية ذكورية أو نسوية، بل تتعلق بطبيعة الأفعال ومدى غرابتها في نظر المجتمع، مشددًا على أن الالتزام بالشرع أولًا، ومراعاة الأعراف المقبولة ثانيًا، يسهمان في تحقيق التوازن الاجتماعي.

تعليقات