المهندس ماهر بقجة جي: الكون محكوم بدقة رياضية مذهلة.. فهل هي مصادفة أم تقدير إلهي؟

  • أحمد حمدي
  • الأحد 23 مارس 2025, 11:37 مساءً
  • 70
مشهد كوني مليء بالنجوم والمجرات، يرمز إلى التوازن والتناغم في الطبيعة

مشهد كوني مليء بالنجوم والمجرات، يرمز إلى التوازن والتناغم في الطبيعة

في عالم يعج بالدقة والنظام، يبرز التساؤل الجوهري الذي طرحه المهندس ماهر بقجة جي، الباحث في ملف الإلحاد: هل يمكن أن تكون هذه الدقة المذهلة في تكوين الكون وعناصره الكيميائية والفيزيائية مجرد مصادفة؟ أم أن هناك "تقديرًا إلهيًا" وراء هذا الاتساق العجيب الذي يشكل أساس الحياة؟

نظام رياضي دقيق في كل شيء

يستعرض بقجة جي أمثلة متعددة على النظام المذهل في الكون، حيث تبدو القوانين الفيزيائية والكيميائية محكومة بمعادلات رياضية ثابتة. فمثلاً، سرعة الضوء، وثابت الجاذبية، وشحنة الإلكترون والبروتون، كلها تتمتع بقيم محددة ودقيقة، بحيث لو اختل أحدها ولو بنسبة ضئيلة، لكان مصير الكون إلى الفوضى.

حتى التفاعلات النووية التي تحدث داخل الشمس والنجوم، والترددات الذرية الدقيقة التي يعتمد عليها قياس الوقت عبر الساعات الذرية، تثبت أن الكون يعمل كآلة محسوبة بعناية، لا تعرف العشوائية.

التوازن في الطبيعة والإنسان

الحديث عن الدقة في الطبيعة لا يقتصر على الكون الواسع، بل يمتد إلى تفاصيل حياتنا اليومية، حيث يشير الباحث إلى أن نسب العناصر الكيميائية في التربة محسوبة بدقة لضمان إنبات النباتات، كما أن ملوحة البحار وثبات نسب الغازات في الغلاف الجوي مثل الأوكسجين والنيتروجين، كلها تسهم في استقرار الحياة.

أما داخل جسم الإنسان، فتظهر الدقة الإلهية في مستويات السكر في الدم، وتوازن الهرمونات، ونسب المعادن مثل الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم، التي لو اختلت، لأدى ذلك إلى اضطرابات صحية خطيرة.

العلم يثبت النظام.. فأين العشوائية؟

يؤكد بقجة جي أن العلماء أقروا بأن ثوابت الكون الكيميائية والفيزيائية محسوبة بدقة، بحيث لو حدث تغير طفيف في أحدها، لما كان الكون على صورته الحالية، بل ربما لم يكن موجودًا أصلًا.

ومن هنا، يطرح تساؤلًا جوهريًا: هل يمكن أن تكون هذه الدقة المذهلة نتاج "صدفة عمياء"؟ أم أن هناك مصممًا حكيمًا خلق كل شيء فقدره تقديرًا؟

الكون في حالة توازن منذ ملايين السنين

يختتم المهندس ماهر بقجة جي حديثه بالتأكيد على أن الكون ليس مجرد فراغ عشوائي، بل هو منظومة متكاملة تعمل منذ ملايين السنين بتوازن دقيق. فمن وضع هذه القوانين؟ ومن ضبط هذه النسب بهذه الدقة المتناهية؟ إنها أسئلة لا تجد لها إجابة في فرضيات الصدفة، لكنها تنسجم تمامًا مع فكرة التصميم الإلهي المحكم.

تعليقات