الأوقاف: ملاطفة الأطفال بالمسجد لا تتعارض مع قدسيته.. والنبي كان يلاعبهم فيه
- الأربعاء 02 أبريل 2025
أكد الدكتور محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، على أهمية التكوين القرآني للإنسان في ظل الموجات الإلحادية والتشكيكية المتتابعة، بالإضافة إلى التحديات الفكرية والأخلاقية التي تواجه المجتمعات اليوم.
وأوضح أن وقوع الشرور والكوارث الطبيعية قد يكون دافعًا لدى البعض للتذبذب والشك، إلا أن المنهج القرآني البنائي القائم على الحُجة والبرهان يرسّخ الإيمان ويزيل كل شكوك الإنسان.
وأشار الباحث إلى أن القرآن الكريم يقدم نموذجًا حواريًا علميًا يعزز التوحيد، مستدلًا بقصة نبي الله إبراهيم عليه السلام، حيث جاء في قوله تعالى: "إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا"، إذ خاطب أباه بحجة عقلية بأن الأصنام التي يعبدها لا تنفع ولا تضر، ثم انتقل إلى إقامة الحجة العملية عبر تحطيم الأصنام الصغيرة وترك الصنم الأكبر، مما دفع القوم إلى مراجعة أنفسهم والاعتراف بفساد معتقداتهم، كما ورد في قوله تعالى:
"وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ (65)".
ويرى الدكتور محمد سيد صالح أن هذه الآيات تقدم دستورًا متينًا في بناء الشخصية المسلمة، حيث تؤصل للحوار العقلاني القائم على الحجة والدليل، وهو المنهج الذي خاطب به إبراهيم عليه السلام قومه، وهو ذاته المنطق الذي يجب أن يُستخدم في مواجهة الإلحاد اليوم.
ويضيف الباحث أن الملحدين في العصر الحديث لا يختلفون عن عبدة الأصنام، فكما كان قوم إبراهيم يعبدون حجارة لا تنفع ولا تضر، فإن الملاحدة اليوم يؤمنون بأن المادة العمياء، التي لا تسمع ولا ترى ولا تعقل، هي أصل الوجود.
وتساءل الباحث قائلًا: "كيف ترجعون الكون إلى قوانين كونية تحتاج ابتداءً إلى مقنّن، أو إلى مادة فاقدة للإدراك والوعي؟ وكيف تنكرون وجود الله بسبب الكوارث الطبيعية، في حين أنكم تعلمون أنكم لا تستطيعون منعها حتى مع امتلاككم للمعرفة العلمية الكاملة بعناصر الطبيعة وقوانينها؟".
وختم الدكتور محمد سيد صالح حديثه مؤكدًا أن التكوين القرآني هو الحصن الحصين الذي يمنح الإنسان اليقين والثبات في مواجهة الشكوك، داعيًا إلى التأمل في منهج إبراهيم عليه السلام في الحجة والمناظرة كوسيلة فعالة لمواجهة الأفكار الإلحادية المعاصرة.