الأوقاف: ملاطفة الأطفال بالمسجد لا تتعارض مع قدسيته.. والنبي كان يلاعبهم فيه
- الأربعاء 02 أبريل 2025
الملتقى
في ظل جهوده الكبيرة في شهر رمضان المبارك، نظم الجامع الأزهر، أمس الجمعة، عقب صلاة التراويح، ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية المعاصرة، وجاء موضوع اليوم تحت عنوان: "حقوق الوالدين في الإسلام"، وذلك بحضور الدكتور صابر طه، عميد كلية الدعوة الأسبق، والأستاذ الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، وتقديم الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
من جانبه قال الدكتور
هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، خلال كلمته إن إرادة الله تعالى شاءت أن يكون
القرآن الكريم هو المعجزة الباقية إلى أن تقوم الساعة، مبينًا أننا عندما نتأمل في
آيات القرآن الكريم؛ نجد أن الله تعالى وَضَعَ التشريعات والواجبات التي من شأنها أن
يستقيم المجتمع كله في ضوئها، كما جاءت السُّنَّة النبوية الشريفة لتؤكد ما جاء في
القرآن الكريم، أو لتُبين ما يحتاج إلى إيضاح، أو لتفصل ما أُجمل من الأمور. وأكد
مدير الجامع الأزهر، أن حقوق الوالدين في الإسلام هي قضية غاية في الأهمية؛
وأكمل: أكد عليها
القرآن الكريم في أكثر من موضع، وكأنه يكشف عن أمر في غاية العظمة، من حيث إن
الإنسان مأمور بأن يعبد الله الذي خلقه، وأن يكون وفاؤه لوالديه اللَّذَيْن كانا
سببًا في وجوده.
كما لفت الدكتور صابر
طه، عميد كلية الدعوة الأسبق، إلى أن الله تعالى أمرنا ببرِّ الوالدين في سبعة
مواضع في القرآن الكريم، خمسة منها جاءت مقرونة بالدعوة إلى توحيد الله عز وجل؛
كما في قوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا}،
موضحًا أن من شَكَرَ اللهَ دون أن يَشكُر والديه لن يُقبل منه عملٌ، مضيفًا أن
برَّ الوالدين من صفات الأنبياء عليهم السلام.
وأوضح أن القرآن
الكريم قد حدد حقوق الوالدين في أطر رئيسة في سورة الإسراء في قوله تعالى:
{وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا
فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا
كَرِيمًا﴾، لافتًا إلى أن كثيرًا منا يظن أن حقوق الوالدين تقتصر على الدنيا فقط،
موضحًا أن لهما أيضًا حقوقًا حتى بعد مماتهما، بأن نقضي دَينهما، ونتصدق عنهم، ونستغفر
لهم، وندعو لهم، وأن نُكرِم أصدقاءهما، ونَصِل أرحامهما. أما في الدنيا، فيجب على
الإنسان أن ينفق على والديه، وألا يسبق أبويه في السير، وألا يجلس قبله، وألا
يناديه باسمه، وألا تُعَرِّضه للسِّباب أو الشتيمة.
كما أكد الدكتورحبيب
الله حسن، أن حقوق الوالدين ببرِّهما والتحذير من عقوقهما أمرٌ اتفقت عليه شرائع
السماء، والتقت عليه حكمة الحكماء، موضحًا أن حكمة العقلاء لا تختلف عن شرائع
السماء في البرِّ، وفي صلة من أَمَرَ الله بهم أن يُوصَلُوا، مؤكدًا أن الأم
وصِلَتَها وبِرَّها له خصوصية خاصة في الإسلام، تلك الخصوصية زائدة على عموم البر
بالوالدين والإحسان إليهما.