الأوقاف: ملاطفة الأطفال بالمسجد لا تتعارض مع قدسيته.. والنبي كان يلاعبهم فيه
- الأربعاء 02 أبريل 2025
تعبيرية
وأوضح الباحث أن كل نار نشاهدها اليوم، والتي تدير عجلة الحضارة، يعود أصلها إلى النبات الأخضر. فحتى الوقود الأحفوري، مثل النفط والغاز والفحم، نشأ من تحلل النباتات والكائنات الحية عبر آلاف السنين بفعل الضغط والحرارة، وهي التي كانت في الأصل ناتجة عن عملية التركيب الضوئي.
وأشار بقجة إلى أن الآية لا تقتصر فقط على نار الحطب والفحم، بل تشمل أيضًا نار النفط والغاز ومشتقاتهما، إذ إن أغلب مصادر الطاقة الحديثة تعتمد على الأشجار والنباتات التي قامت بعملية التركيب الضوئي. وأضاف:
"قد تمر بجانب ورقة نبات خضراء دون أن تعيرها اهتمامًا، لكنها في الحقيقة تقدم لك الغذاء، والدفء، والطاقة، والتنفس، وحتى الصناعات البتروكيميائية التي تعتمد على منتجات التركيب الضوئي".
وأكد الباحث أن القرآن الكريم أشار إلى هذه الظاهرة في مواضع أخرى، مثل قوله تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنعام: 99).
وأوضح بقجة أن حتى وقود جسد الإنسان، وهو الغذاء، صنعه النبات الأخضر عبر عملية التركيب الضوئي، حيث تلتقط مادة اليخضور (الكلوروفيل) فوتونات ضوء الشمس، وتحولها عبر سلسلة من التفاعلات الكيميائية إلى سكريات، ودهون، وبروتينات، وهي المصادر الأساسية لطاقة الإنسان. كما أن الأكسجين، الذي يعد ضروريًا لحياة الكائنات الحية، هو ناتج ثانوي لهذه العملية.
وختم الباحث قائلاً:
"فهل رأيت الإعجاز العظيم الذي تقدمه لك الشجرة؟! إنها تصنع وقودًا لك، ولحضارتك، ولسيارتك، وتوفر لك أيضًا الأكسجين الذي تحتاجه للبقاء على قيد الحياة، في نعمة عظيمة تدعونا إلى التفكر والشكر".