الموت ليس النهاية.. إجابة مميزة من باحث في الإلحاد لابنه الصغير

  • جداريات Jedariiat
  • الثلاثاء 18 مارس 2025, 10:50 مساءً
  • 70

كشف الباحث في ملف الإلحاد محمد سيد صالح عن طريقة تبسيطه لمفهوم الموت عند الأطفال، مستعرضًا حواره مع ابنه الذي سأله: "لماذا نموت؟"، حيث أكد أن الموت حقيقة لا يمكن إنكارها، سواء عند المؤمن أو غير المؤمن، مشددًا على ضرورة الإجابة على مثل هذه الأسئلة بواقعية تناسب عمر الطفل، دون تركه فريسة لمخاوفه أو غرس رهبة مرضية بداخله.

وأوضح صالح أنه فكر كثيرًا في تقديم إجابة تطمئن قلب ابنه، فقال له:
"الموت ليس النهاية، بل يعني الاختفاء لفترة قصيرة، فهو مرحلة انتقالية، تمامًا كما حدث مع أختك آسيا. هل تذكر عندما كانت في بطن أمك؟ لم نكن نراها، لكنها كانت موجودة. مكثت هناك تسعة أشهر، ثم خرجت إلينا، وأصبحت تلعب وتضحك وتتعلم وتنمو، تأكل وتشرب ونقبلها وتقبلنا. وهكذا نحن، سننتقل من هذه الحياة إلى مكان آخر، نشبه فيه الجنين في بطن أمه، نتهيأ لمرحلة جديدة، أجمل وأرحب. ثم يأتي يوم نلتقي فيه جميعًا ونفعل ما نفعله الآن بل أكثر من ذلك، ومن دون اختفاء، حيث لا فراق ولا غياب، بل بقاء دائم وحياة لا تنتهي".

وأضاف أنه عندما سأله ابنه: "وهل يشعر الإنسان بالخوف عند موته؟"، أجابه بابتسامة، قائلاً:
"هل كنت خائفًا عندما كنت في بطن أمك؟"، فرد الطفل: "لا أتذكر". فقال له: "بالضبط، لأنك لم تكن خائفًا، بل كنت آمنًا وسعيدًا. الإنسان يتذكر الألم أكثر مما يتذكر الراحة، لذلك لا تقلق، فكما كنت في بطن أمك مطمئنًا، سيكون الميت كذلك، بل أسعد مما تتخيل".

وأكد صالح أن الموت ليس نهاية للحياة، بل بداية لحياة أجمل بإذن الله، مشيرًا إلى أنه تعمد عدم ربط الموت بالنوم حتى لا يؤدي ذلك إلى خوف الطفل من النوم مستقبلاً.

وفي ختام حديثه، كشف صالح أن هذا السؤال سيكون ضمن كتابه القادم "الفاحص الصغير: هو يسأل وأنا أُجيب"، الذي سيتناول أبرز تساؤلات الأطفال حول القضايا الوجودية، في محاولة منه لتقديم إجابات علمية وفلسفية مبسطة تناسب عقولهم وتبعث الطمأنينة في نفوسهم.

تعليقات