الأوقاف: ملاطفة الأطفال بالمسجد لا تتعارض مع قدسيته.. والنبي كان يلاعبهم فيه
- الأربعاء 02 أبريل 2025
جانب من الندوة
عقد الجامع الأزهر، ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، وكان موضوع حلقة أمس الأحد : "قضية الوعي وأثره على بناء المجتمعات"، وذلك بحضور فضيلة الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء، وفضيلة الدكتور عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر-الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وأدار الملتقى الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
ومن جانبه قال الدكتور حسن الشافعي، إن الوعي هو إدراك الدور الذي ينبغي أن يقوم به المرء في الجماعة الوطنية التي ينتمي إليها، فالوعي لا يأتي لمن لا يعرف نفسه، ولمن لا يعرف الموقف الذي هو فيه، منوها إلى أن إدراك الهوية أساسها الوعي، والهوية مكوناتها هي اللغة والعقيد والثقافة الوطنية، وهي جوهر التكوين الثقافي والديني والوطني لكل إنسان، لافتا إلى أن الوعي هو إدراك الهوية والتكوين الروحي والعقلي والديني للإنسان.
ولفت عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن من أهم أسس الوعي هو العلم والمعرفة، حتى يصبح الإنسان واعيا وقادرا على تحقيق رسالته وأداء مهمته الأساسية في هذه الحياة، ولذلك حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على تداول العلم والمعرفة الشرعية في قوله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ويتدارسونه فيما بينهم، إلا تنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"، مشيرا إلى أن هذا الحديث رسالة لكل طلاب العلم بأن طلب العلم من أعلى العبادات.
من جانبه، أوضح الدكتور عباس شومان أن الوعي ينبني على المعرفة العميقة والدقيقة والمتكاملة، بشتى مناحي العبادة والمعاملات، والوعي بالتاريخ والمستقبل، والوعي بقدراتنا، والوعي بكيفية أن نكون أفرادا فاعلين في مجتمعاتنا في أي مجال وجدنا فيه، والذي يملك هذا الوعي المتكامل يجد أن حياته مستقيمة، حيث يكون لديه وعي صحيح بدينه وأحكامه، وهذا الوعي أوصله إلى ضرورة الالتزام بهذه الأحكام، فهو يعي إن كان طالب علم أنه وبقدر ما حصل من علم صحيح يرتفع وعيه.
وأشار أمين عام هيئة كبار العلماء أن الوعي بقضايا الأمة الإسلامية، والتي على رأسها القضية الفلسطينية، من أهم جوانب الوعي الواجب تكوينها بين أبنائنا من الأجيال الشابة والناشئة، فوعي الشباب الحقيقي بقضايا أمته يساعده على التعامل مع هذه القضايا وحمل المسؤولية تجاهها، مضيفا أن الوعي على مستوى الأسرة كذلك من جوانب الوعي المهمة، حتى يستطيع بناء أسرة ناجحة قادرة على المساهمة في بناء مجتمعه ونهضته، فالوعي غير المنضبط بأهمية الأسرة بين الشباب يؤدي في النهاية إلى هدم الأسرة وغيره من كثرة حالات الطلاق، فهؤلاء الشباب لم يدركو عواقب الطلاب من هدم للأسرة وضياع للأولاد وغيرها من المشكلات التي قد تنتج عنه.
واختتم شومان قائلا إنه عندما يتم بناء الوعي الصحيح لدى الشباب، فسيكون لدينا جيل قادر على بناء مجتمعه والإسهام في تحقيق رقيه وتقدمه، وإن احتاج إليه الوطن على جبهة القتال فيكون لديه الوعي والمعرفة التاريخية والإيمان بالقضية، فيكون حينها نافعا قادرا على تحقيق كل ما هو مطلوب منه بنجاح وعلى الوجه الأمثل.