الأوقاف: ملاطفة الأطفال بالمسجد لا تتعارض مع قدسيته.. والنبي كان يلاعبهم فيه
- الأربعاء 02 أبريل 2025
البوسنة والهرسك
شهِدت مدينة "سراييفو" عاصمة البوسنة والهرسك أُمسيةً رمضانية فريدة من نوعها في مركز الشباب التابع لمركز سكندريا الثقافي والرياضي، بتنظيم من مجلس الجالية الإسلامية في "سراييفو"، وسط حضور لافت من الشباب والعائلات المسلمة وعدد من الضيوف.
وتضمَّنت الأمسيةُ محاضرةً دينية ألقاها الدكتور "حافظ عمار
باشيتش" عضو مجلس الجالية الإسلامية بسراييفو، تطرَّق فيها إلى أهم مميزات
الشهر الكريم، مؤكدًا كونَه فرصة للعودة إلى الله عز وجل؛ حيث تُفتح أبواب الجنة
وتُغلق أبواب النار.
وأكَّد الدكتور حافظ عمار باشيتش أهميةَ استثمار الشباب لشهر رمضان في
الطاعات والأعمال الصالحة، داعيًا إلى اغتنام هذه الفرصة لتعزيز الإيمان والإسهام
في خدمة المجتمع، كما شدَّد على دور العمل التطوعي والمشاركة في المبادرات الخيرية
خلال الشهر الفضيل، لِما لذلك من أثرٍ إيجابي يَعُمُّ الأفراد والمجتمع بأسْره،
ولذلك يعد شهر رمضان فرصة لبناء الإنسان.
وأشار المنظمون إلى أن هذه التجمعات تَهدف إلى تعزيز قيم التآخي خلال
شهر رمضان المبارك، مؤكدين استمرار الفعاليات والأنشطة الرمضانية التقليدية خلال
الشهر الفضيل، وشهِدت الأمسية تلاوات قرآنية وأداءً مميزًا قدَّمه القارئ
"مصطفى إيساكوفيتش" الذي أضفى بصوته العذب أجواءً إيمانية على الأُمسية.
وفي نهاية الأسبوع الجاري ستُقام برامجُ رمضانية وثقافية خاصة في مدرسة
"هانيكا غازي خسرو بك"، بمشاركة كلٍّ من "أرمين مظفريا"
و"إدين حسين بيغوفيتش"، إلى جانب نُشطاء من شبكة شباب سراييفو وعددٍ من
طلاب المدينة، كما سيقدِّم كلٌّ من "عاصم زوكيتش" و"ميرزا
غانيتش" برنامجًا مميزًا في منطقة "كورشومليا، وذلك وفقا لشبكة الألوكة
الإسلامية.
ويشار إلى أن مجلسَ الجالية الإسلامية في مدينة
"سراييفو" كان قد أعلَن في وقتٍ لاحق عن بدءَ تنفيذ مشروع إنشاء مركز
تعليمي إسلامي كبير بجوار مسجد الاستقلال في منطقة الجزيرة خلال شهر رمضان، ومن
المقرَّر أن يَضُمَّ المركزُ قاعةً للوسائط المتعددة، وروضة للأطفال، وقاعة
تعليمية للشباب، بالإضافة إلى مرافق للإقامة، وغُرفٍ مخصصة للعديد من البرامج
الإسلامية والمجتمعية والثقافية.
كما وصل الإسلام لأول مرة إلى البلقان بشكل
كبير نطاق واسع في منتصف وأواخر القرن الخامس عشر من قبل العثمانيين الذين سيطروا
على معظم البوسنة في عام 1463 وسيطروا على الهرسك في ثمانينيات القرن التاسع عشر.
على مدى القرن التالي أسلم العديد من البوسنيين - المكونين من المسيحيين الأصليين
والقبائل السلافية التي كانت تعيش في المملكة البوسنية- تحت الحكم العثماني. بحلول
أوائل القرن السابع عشر، كان ما يقرب من ثلثي سكان البوسنة مسلمين. ظلت البوسنة
والهرسك مقاطعة في الإمبراطورية العثمانية وحصلت على حكم ذاتي بعد انتفاضة البوسنة
في عام 1831.