الأوقاف: ملاطفة الأطفال بالمسجد لا تتعارض مع قدسيته.. والنبي كان يلاعبهم فيه
- الأربعاء 02 أبريل 2025
أكد الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر الشريف، أن الأمن الفكري هو أحد الركائز الأساسية لاستقرار أي مجتمع.
وأوضح أن الفكر السليم هو الذي يمر عبر الحواس والعقل ليستقر في القلب، وأن
الاضطراب الفكري يؤثر سلبًا على الإيمان والسلوك، مما يؤدي إلى خلل في المجتمعات.
وأوضح أن أحد أخطر مظاهر هذا الاضطراب هو انتشار التقليد الأعمى، حيث يتبع البعض
أفكارًا دون تمحيص، وهو ما يعوق الوصول إلى إيمان راسخ ومستقر.
وأضاف أن القرآن الكريم شدد على
أهمية إعمال العقل والتدبر، وحذّر من التمسك بالموروثات الفكرية دون وعي، كما في
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ
أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ءَابَآؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ
شَيْـًٔا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾،
مشيرًا إلى أن الإسلام يدعو إلى التجديد والاجتهاد في الفهم، بعيدًا عن الجمود
الفكري والتقليد الذي يعوق تقدم الأمة.
كما شدد الدكتور حبيب الله حسن على أن الانحراف الفكري ليس مجرد ظاهرة
عابرة، بل هو ناتج عن غياب المنهجية العلمية السليمة في تلقي المعرفة.
وذكر أن القرآن الكريم وضع أسسًا واضحة لحماية الفكر والعقل من الانحراف،
من خلال التأكيد على استخدام الحواس والعقل والتأمل في الكون، حيث يقول الله
تعالى: ﴿إِنَّ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَٱخْتِلَافِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ
لَآيَاتٍ لِأُو۟لِى ٱلْأَلْبَٰبِ * ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًۭا
وَقُعُودًۭا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ﴾.
وأكد أن المجتمعات الإسلامية لا يمكن أن تنهض إلا بوعي فكري متكامل يدمج بين الإيمان والعقل، مشيرًا إلى أن أي محاولة لفصل العقل عن الإيمان أو الإيمان عن العقل تؤدي إلى خلل فكري عميق ينعكس سلبًا على سلوك الأفراد واستقرار المجتمعات.