"وفي أنفسكم أفلا تبصرون".. مسابقة رمضانية تستكشف الإعجاز العلمي في القرآن
- الثلاثاء 25 فبراير 2025
تعبيرية
تشير الآية الكريمة في سورة الأنعام: ﴿إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ۖ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ﴾ (الأنعام: 95) إلى أحد أوجه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حيث تسلط الضوء على العمليات الحيوية الدقيقة التي تضمن استمرار الحياة في الكون وفق نظام محكم.
وفي هذا السياق، أوضح الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فراس وليد، أن الآية تتضمن إشارات علمية إلى ظاهرة "فلق الحب والنوى"، والتي تعني انشقاق البذور والنوى عند تعرضها للرطوبة والحرارة المناسبة، مما يؤدي إلى نمو الجذور والسوق، مشيرًا إلى أن هذه العملية تخضع لتفاعل معقد بين الإنزيمات والهرمونات النباتية مثل الأوكسينات، إلى جانب العوامل البيئية كالماء والأكسجين والحرارة.
وأضاف أن الإعجاز يتجلى أيضًا في قوله: "يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي"، حيث تعبر هذه العبارة عن دورة الحياة والموت التي أثبتها العلم الحديث، موضحًا أن خروج الحي من الميت قد يشير إلى إنبات النبات الحي من البذور الجافة التي تبدو غير حية، كما يمكن أن ينطبق على ظهور الكائنات الدقيقة من المواد العضوية المتحللة، والتي تلعب دورًا حيويًا في النظام البيئي عبر دورات مثل دورة الكربون والنيتروجين.
وتابع الباحث أن إخراج الميت من الحي يظهر جليًا في تكاثر الكائنات الحية، حيث تخرج البيوض الجامدة التي تبدو ميتة، لكنها تحمل حياة كامنة تنتظر الظروف المناسبة للنمو، كما ينطبق المفهوم على العمليات البيولوجية مثل الموت الخلوي المبرمج (Apoptosis)، الذي يسهم في تشكيل الأنسجة والأعضاء خلال مراحل تطور الجنين.
وعلى المستوى الفيزيائي والبيئي، أشار الباحث إلى أن هذه الآية تتناول دورة الطاقة والمادة، حيث تتحول العناصر الحية إلى ميتة والعكس، مؤكدًا أن هذه العمليات لم تنشأ بفعل الصدفة، بل تعكس تصميمًا ذكيًا ونظامًا دقيقًا وضعه الله سبحانه وتعالى، مصداقًا لقوله تعالى في سورة الدخان: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)﴾، مما يؤكد أن كل ظاهرة كونية تخضع لنظام محسوب، يضمن استمرار الحياة بتوازن دقيق.