الأوقاف: ملاطفة الأطفال بالمسجد لا تتعارض مع قدسيته.. والنبي كان يلاعبهم فيه
- الأربعاء 02 أبريل 2025
الآية الكريمة
يشير الباحث الإسلامي العراقي، أبو بكر شوان، إلى أن اختيار القرآن الكريم لكلمة "ارجعي" في قوله تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ (الفجر: 27-28) يعكس إعجازًا لغويًا دقيقًا، حيث يميز بين مفهومي "الذهاب" و"الرجوع".
وأوضح الباحث أن الذهاب يُستخدم عند الانتقال من المكان الأصلي إلى مكان مؤقت، بينما الرجوع يعني العودة إلى الموطن الأصلي بعد فترة مؤقتة خارجه. واستشهد بآية أخرى تؤكد هذا الفرق، حيث قال سيدنا سليمان للهدهد: ﴿اذْهَبْ بِكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ﴾ (النمل: 28)، بينما قال لرسول بلقيس: ﴿ارْجِعْ إِلَيْهِمْ﴾ (النمل: 36)، لأن الهدهد كان يغادر موطنه، بينما الرسول كان يعود إلى قومه.
وأكد الباحث أن استخدام "ارجعي" مع النفس المؤمنة يشير إلى أن الدنيا ليست الموطن الأصلي، بل هي دار مؤقتة، بينما المستقر الحقيقي هو عند الله تعالى. وهذا ما يتجلى أيضًا في قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾ (البقرة: 281)، حيث لم يقل "تذهبون"، لأن الرجوع إلى الله هو عودة إلى الأصل والمقر الأبدي، في حين أن الدنيا دار فناء وزوال.