الطب الشعوري.. علم مستحدث أم عقيدة باطنية؟.. نقد علمي لمزاعم أحمد الدملاوي (فيديو)

  • أحمد حمدي
  • الإثنين 24 فبراير 2025, 10:51 مساءً
  • 143

يُثار جدل واسع حول ما يُعرف بـ"الطب الشعوري"، الذي يقدّمه البعض على أنه نهج طبي جديد، بينما يرى آخرون أنه امتداد لعقائد غنوصية قديمة تتعارض مع مبادئ العلم والعقيدة الإسلامية. في هذا التقرير، نسلط الضوء على حقيقة هذا الطب، جذوره التاريخية، وأبرز الإشكالات التي تحيط به، في ظل مزاعم أحمد الدملاوي حول "ابتكار الطب التصنيفي".

الطب الشعوري.. بين الخرافة والعقيدة الباطنية

يُصنّف "الطب الشعوري" ضمن الممارسات التي تعتمد على تفسيرات غير علمية للحالة الصحية للإنسان، حيث يُقال إنه يستند إلى "الطاقة" والمشاعر في التشخيص والعلاج. لكن الباحثين يرون أن هذه الفكرة ليست جديدة، بل هي امتداد لمعتقدات قديمة شاعت في حضارات الفرس والرومان والفراعنة والشام، حيث كانت تُمارس طقوس شبيهة تستند إلى الإيحاءات الروحية وتأثيرات "الأجساد الأثيرية".

علاقة الطب الشعوري بالأنثروبوسوفيا والتصوف الباطني

في ورقة بحثية تناولت هذا الموضوع، كشف الباحثون أن "الطب الشعوري" يتقاطع مع "الأنثروبوسوفيا"، وهي فلسفة باطنية تدعو إلى التوفيق بين العرفان الروحي والعلوم الطبيعية، وهو ما يجعله امتدادًا للعقائد الباطنية التي ظهرت في مدارس التصوف الغنوصي. ويرى متخصصون أن هذه العقائد تشكل خطرًا على العقيدة الإسلامية، حيث تعمل على التلاعب بالمفاهيم الدينية عبر تقديم تفسيرات مشوهة لمفاهيم مثل "الفطرة" و"الطاقة الكونية".

ما وراء "الطب التصنيفي".. وهم الحداثة؟

ادّعى أحمد الدملاوي أنه مبتكر لما يُعرف بـ"الطب التصنيفي"، لكنه لم يقدّم أي دليل علمي أو بحث تجريبي يدعم هذه المزاعم، مما يجعل هذا الطرح موضع شك. في المقابل، يُرجع الباحثون جذور هذه الادعاءات إلى أفكار طرحها سابقًا كل من جيرد هامر وغابور ماتيه، وهما من أبرز المنظرين في فلسفات الطب البديل التي تتقاطع مع علوم الطاقة.

الخطر الاجتماعي والعقدي للطب الشعوري

تُظهر الدراسات أن انتشار مفاهيم مثل الطب الشعوري وعلوم الطاقة قد يكون له تأثير سلبي على المجتمع، حيث يتم استغلال هذه الأفكار لتبرير التفكك الأسري وزعزعة العلاقات الاجتماعية، تمامًا كما حدث مع فلسفات الطاقة التي روّجت لفكرة "التخلص من العلاقات السامة"، وهو مفهوم تم استخدامه في تدمير الروابط الأسرية والاجتماعية.

كيف نواجه هذه الموجة الفكرية؟

يرى الباحثون أن الحل يكمن في تعزيز الوعي الديني والعلمي، وتحصين الأفراد عبر دراسة أصول علم الغيب في الإسلام بعد تثبيت العقيدة الصحيحة، وذلك لحماية المسلمين من تسلل هذه الشركيات والتصورات الغنوصية تحت مسميات حديثة براقة.

الخاتمة

في ظل تزايد انتشار هذه الأفكار، يبقى دور المؤسسات الدينية والعلمية محوريًا في كشف زيف هذه الادعاءات، وبيان خطورتها على المستويين الفكري والاجتماعي. فالعلم الشرعي والتجريبي يظلان الدرع الواقي من تسلل الخرافات إلى عقول المسلمين، مهما تجددت مظاهرها وتغيّرت مسمياتها.



تعليقات