نجلاء نور الدين بكر تكتب: كن نفسك

أدهم عبد الله يكتب: فن صناعة الخلل!

الأحد 23 فبراير 2025

رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

د. هيثم طلعت يدعو لإطلاق أكاديمية شرعية على "تيك توك" لمواجهة الفكر المنحرف

الأحد 23 فبراير 2025

نجلاء نور الدين بكر تكتب: كن نفسك

كتب وكتابات

جداريات Jedariiat

السبت 22 فبراير 2025, 11:43 صباحا

خلال رحلة حياتنا، نتعرف على العديد من الشخصيات المختلفة، ولكن هناك بعض الشخصيات التي يقف العقل حائرًا أمامها، وهي الشخصيات المريضة بالتقليد الأعمى. هذه الشخصيات تجدها دائمًا تقارن نفسها بالآخرين.

أوجه رسالة وكلمة إلى هؤلاء الأشخاص لعلها تنفعهم ويفهموها جيدًا:

لا تقلد أحدًا، ولا تقارن نفسك بالآخرين، ولا تحاول تقليد الآخرين متوهِّمًا بأن السير على خُطاهم سيؤدي إلى نفس نتيجتهم، لتقول: "أنا مثل فلان"، فحياتك ليست مثل حياتهم، وما يناسبهم لا يناسبك، فكلٌّ منا له ظروفه وحياته المختلفة عن الآخر.

ونحن هنا لا نعني تقليد واتباع الرموز وأصحاب التجارب الفكرية والعلمية، فالسير على خُطى هؤلاء الرموز مطلوب، باعتبارهم قُدوات ومُثُلًا عُليا.

لكننا نعني أولئك المرضى بهوس تقليد الشخصيات المحيطة بهم وفي مجتمعهم، ومحاولة اتباع خطوات الآخرين في المطلق.

فعندما تحاول تقليدهم، واتباع نفس خُطواتهم، وخلق سيناريو مشابه أو متطابق لحياتهم، محاولًا أن تستنسخ من نفسك نسخة أخرى مطابقة لهم، فأنت حينئذ لن تصبح مثلهم، لأنك ستخلق سيناريو وصورة مشوّهة، وتفقد هُويتك، وتُلغي وجودك، وتفقد أهم ميزة لدى الإنسان، وهي ميزة استقلال التجربة، واستخدام المواهب الشخصية التي خلقك الله بها.

وبذلك، سيكون الانطباع السائد عنك أنك شخص مُقلِّد، منعدم الشخصية، وليس لديك صفات الشخصية المستقلة، وتكون بذلك صنعت من نفسك مهزلة مفتعلة، لأن تَقمُّص شخصيات الآخرين هو في الأصل قتل لنفسك، ولذاتك، ولهويتك التي خلقها الله لك، والتي عرَفناك بها.

فمن آيات الله في خلقه اختلاف صفات البشر ومواهبهم، واختلاف ألسنتهم وألوانهم، فلكل إنسان بصمته الخاصة التي خلقها الله له، والتي مهما حاولت تقليدها، لن تتطابق أبدًا مع بصمة وروح غيرها.

والهدف الإلهي الحكيم من هذا الاختلاف والتنوع، هو أن يعمل كل إنسان بما هو مخلوق ومُيسَّر له، كما تقول الحكمة المأثورة: "كل امرئٍ ميسرٌ لما خُلق له".

فلا تكن ممن يعيشون على الوهم، لأنك حينها ستسقط في هاوية مظلمة لن تستطيع الخروج منها.

لذلك، كن نفسك، كن أنت، اصنع لنفسك أهدافك الخاصة، رتِّب أفكارك، اصنع لنفسك اكتفاءً ذاتيًّا، كن لنفسك نورًا، فلا يوجد أحدٌ منا قادم من السماء لكي تتبعه، فكلنا بشر، والجميع حكاية وتنتهي.

ارضَ بما كتبه الله لك، وقَدِّر واحترم نفسك، حينها فقط سيحترمك الآخرون.