محمد سيد صالح: وحدة الخلق دليل على قدرة الله اللامحدودة
- الجمعة 21 فبراير 2025
تعبيرية
أكد الباحث في الإعجاز العلمي والهندسي في القرآن الكريم، المهندس ماهر بقجة، أن رياضيات التنسورات (الموترات) كانت المفتاح الذي استخدمه العالم ألبرت أينشتاين في نظريته للنسبية العامة لفهم وتفسير كيفية عمل الجاذبية.
وأوضح بقجة أن إسحاق نيوتن، رغم اكتشافه قانون الجاذبية، لم يتمكن من تفسير سبب دوران القمر حول الأرض، أو دوران الكواكب حول الشمس، متسائلًا: "هل هناك خيوط غير مرئية تشد الأجرام السماوية وتجعلها تدور حول بعضها البعض؟". وأضاف أن أينشتاين قدم تفسيرًا مختلفًا للجاذبية من خلال مفهوم نسيج الزمكان، وهو نسيج رباعي الأبعاد يتكون من الأبعاد المكانية الثلاثة مضافًا إليها الزمن، وهو ما يحدد الأحداث الكونية.
وأشار إلى أن الكتل الكبيرة، مثل الشمس، تؤثر على هذا النسيج الكوني، فتسبب انحناءً فيه، مما يؤدي إلى دوران الكواكب حولها، وفقًا لمعادلات رياضيات التنسورات التي مكنت العلماء من حساب هذه الانحناءات بدقة. كما ساهمت هذه المعادلات في تفسير وجود الثقوب السوداء في مركز كل مجرة، حيث تعمل جاذبيتها الهائلة على تشويه النسيج الكوني بشكل كبير، ما يجعل الكواكب تدور بسرعات مختلفة وفقًا لكتلها.
واستشهد الباحث بقجة بقول الله تعالى: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ" (الذاريات: 7)، مشيرًا إلى أن "حبك" تعني نسج وإتقان الصنع، مما يتوافق مع مفهوم النسيج الكوني الذي يربط الأجرام السماوية ببعضها البعض وفق قوانين دقيقة. كما استدل بالآية الكريمة: "لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (يس: 40)، مؤكدًا أن هذا النظام المحكم دليل على الإبداع الإلهي في تصميم الكون.
وختم بقجة حديثه بأن رياضيات التنسورات لم تفسر فقط الجاذبية، بل ساهمت أيضًا في فهم العديد من الظواهر الفلكية، مثل انحناء الضوء حول الأجرام السماوية وتباطؤ الزمن في الحقول الجاذبية القوية، مشددًا على أن هذا الإتقان الرياضي هو دليل على عظمة الخالق في خلق الكون.