لماذا لا نرى يأجوج ومأجوج رغم تطور العلم الحديث؟.. باحث في ملف الإلحاد يرد
- الجمعة 07 فبراير 2025
يُثار تساؤل بين الحين والآخر حول سبب عدم تمكن الأقمار الصناعية والعلم الحديث من كشف أقوام يأجوج ومأجوج، رغم التطورات التكنولوجية الهائلة في مجال الاستشعار عن بُعد وتصوير الأرض من الفضاء. الباحث في ملف الإلحاد، محمد سيد صالح، قدّم رؤية تحليلية لهذه المسألة في كتابه "مائة شبهة حول الإسلام"، موضحًا أن غياب الرؤية المباشرة لهم لا ينفي وجودهم، وذلك استنادًا إلى عدة اعتبارات علمية ودينية ومنطقية.
يؤكد الباحث أن مساحة الكرة الأرضية تتجاوز 500 مليون كيلومتر مربع، ورغم التطور العلمي الهائل، لا تزال هناك مناطق غير مكتشفة تمامًا. على سبيل المثال، 70% من آثار مصر القديمة لم يتم الكشف عنها بعد، وفقًا لعالم المصريات د. زاهي حواس، رغم تركزها في نطاق جغرافي محدود مقارنة باتساع الأرض. فكيف يمكن الجزم بأن كل تفاصيل الكرة الأرضية باتت مكشوفة ومعروفة؟
كما أن الأقمار الصناعية تلتقط صورًا للأرض من مسافات شاهقة، وهي تعتمد على تقنيات تصوير سطحية لا تكشف بالضرورة ما هو مخفي في الجبال أو الكهوف أو الطبقات العميقة للأرض. حتى أقوى الجيوش العالمية لم تتمكن من تعقب أفراد وجماعات على مقربة منها، فكيف يُعتمد على تقنيات التصوير الفضائي كدليل قاطع على عدم وجود أقوام يأجوج ومأجوج؟
يضيف الباحث أن خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة الكبرى، أي أنه لم يحن وقت ظهورهم بعد. فلا يمكن كشف أمر لم يأذن الله بحدوثه بعد. فكما أن الشمس تشرق في توقيتها والرياح تهب وفق أمر الله، فإن ظهور يأجوج ومأجوج سيكون وفق توقيت رباني محدد.
حتى لو استطاع الإنسان تطوير تقنيات فائقة تُمكّنه من رؤية كل جزء من الأرض، فإن ذلك لا يعني أن الله سيمكنه من كشف كل شيء. فالإنسان نفسه كثيرًا ما يعجز عن العثور على أشياء قريبة منه، مثل مفاتيحه أو هاتفه، رغم أنه يمسكها في يده! فإذا كان هذا يحدث في تفاصيل يومية بسيطة، فكيف يمكن للبشر الإحاطة بكل خفايا الأرض دون إذن من الله؟
يشدد الباحث على أن الإيمان بالغيبيات جزء من الاختبار الدنيوي، قال تعالى:
"الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" (البقرة: 3).
فلو كشف الله الغيب بالكامل، لأصبح الإيمان لا معنى له، ولأجبر الناس على الطاعة عن طريق القهر، مما يلغي الحكمة من الاختبار الدنيوي، كما قال تعالى:
"إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ" (الشعراء: 4).
ختامًا، فإن العلم مهما بلغ من تطور، يظل محدودًا في نطاق ما يأذن الله به، وغياب الرؤية المباشرة ليأجوج ومأجوج ليس دليلًا على عدم وجودهم، بل هو تأكيد على أن ظهورهم مرتبط بموعد حدده الخالق، ولم يحن أوانه بعد.