محمد سيد صالح: الله خلقنا لنتعرف على صفاته العُلا وليس لحاجته إلينا
- الخميس 06 فبراير 2025
في طرح فكري جديد، يناقش الباحث في ملف الإلحاد محمد سيد صالح سؤالًا وجوديًا شائكًا: لماذا خلقنا الله ولم يتركنا في العدم؟ مؤكدًا أن الإجابة على هذا السؤال تتطلب فهمًا أعمق لطبيعة الإنسان وحدود إدراكه.
وفي كتابه "مائة شبهة حول الإسلام"، يوضح صالح أن الإنسان محدود في مدركاته، ولا يمكنه قياس أفعال الله بمعايير البشر، لأن الله مطلق الكمال بينما الإنسان ناقص ومحتاج. ويرى أن الاعتقاد بأن الله خلقنا لحاجته إلينا هو قياس فاسد، إذ لا يحتاج الله إلى شيء، بل نحن الذين نحتاج إليه في كل شيء.
ويشير إلى أن هناك إجابتين لهذا السؤال:
1. الإجابة الحقيقية: أن حكمة الخلق الكاملة عند الله، وعدم إدراكنا لها لا يغير من واقع وجودنا شيئًا، كما أن جهلنا ببعض تفاصيل صناعة الهاتف مثلًا لا ينفي وجود صانع له.
2. الإجابة المنطقية: أن الله خلقنا لنتعرف على صفاته العُلا، مثل الرحمة والمغفرة والعدل، فلا يمكن أن ندرك صفة العفو مثلًا إلا بوجود من يُخطئ ثم يُغفر له، ولا يمكن أن ندرك الرحمة إلا بوجود الابتلاء ثم رفعه.
ويشدد صالح على أن الإنسان ينبغي أن ينشغل بما ينفعه، مثل تحقيق مراد الله في العبادة والسعي نحو الجنة، بدلًا من الغرق في تساؤلات فلسفية قد تشتته عن الهدف الأسمى.
يُذكر أن كتاب "مائة شبهة حول الإسلام" يقدم ردودًا علمية ومنطقية على العديد من القضايا الجدلية، ويهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة حول العقيدة الإسلامية.