حقائق علمية حول صحيح البخاري.. ردّ على الشبهات المتداولة
أثار البعض جدلًا حول صحة كتاب صحيح البخاري، زاعمين أن مؤلفه الإمام البخاري ليس معصومًا، مما يفتح الباب للتشكيك في صحة الأحاديث الواردة فيه. وردًّا على هذه الادعاءات، أوضح الباحث محمد سيد صالح في كتابه "مائة شبهة حول الإسلام" أن العصمة ليست شرطًا لقبول العلم، مشيرًا إلى أن علماء الأمة راجعوا ودققوا كتاب البخاري، وطبقوا عليه منهجًا علميًا صارمًا لضمان صحة الأحاديث الواردة فيه.
وأكد الباحث أن صحيح البخاري أصح كتاب بعد القرآن الكريم، نظرًا لاعتماده على سبعة شروط دقيقة في تصحيح الأحاديث، أبرزها اتصال السند، عدالة الرواة، الضبط التام، وعدم وجود العلل أو الشذوذ، وهي شروط لم تُطبق بهذا المستوى الدقيق على أي علم آخر.
وشدد على أن علماء الحديث لم يتعاملوا مع الكتاب بتسليم مطلق، بل أخضعوه لأدق الدراسات العلمية، حتى بلغت شروحه وتعليقاته أكثر من 115 عملًا، ما يؤكد مكانته كأحد أعظم المراجع الحديثية في الإسلام.
وحذر الباحث من أن محاولات الطعن غير المنهجية في صحيح البخاري تفتح الباب لهدم السنة النبوية، مما يؤدي إلى التشكيك في الإسلام ذاته، داعيًا إلى دراسة علم الحديث بعمق قبل التسرع في إطلاق الأحكام.