د. هيثم طلعت يشيد بكتاب "تشابه علينا": يكشف تحديات الهرمنيوطيقا في تفسير النصوص
- الأحد 02 فبراير 2025
سورة الحديد
أكد المفكر الإسلامي الكبير الدكتور فاضل السامرائي أن سورة الحديد من السور المدنية التي تدعو إلى تحقيق التوازن بين المادية والروحانية. وأوضح أن السورة تناولت نوعين من الناس:
الماديون الذين انشغلوا بالحياة الدنيا، وخاطبهم الله بقوله:"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ" (الحديد: 16).
الروحانيون الذين انعزلوا عن الحياة العملية، وخاطبهم الله بقوله: "ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ" (الحديد: 27).
وأشار السامرائي إلى أن أمة محمد ﷺ مطالبة بتحقيق التوازن بين المادية والروحانية، فلا تكون مادية بحتة كبني إسرائيل، ولا متفرغة للعبادة كالنصارى.
الآية المحورية في السورة "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحديد: 25).
الكتاب والبينات تمثل الجانب الروحي.
الحديد يمثل الجانب المادي، وهو أساس الصناعات والقوة في السلم والحرب.
وخلص السامرائي إلى أن أمة الحديد والإيمان مطالبة بتحقيق التوازن في حياتها، والاهتمام بالصناعة والتكنولوجيا، لأن الكون كله متوازن بأمر الله، فلا يعقل أن تكون الأمة التي حملت رسالة سورة الحديد متأخرة في هذا المجال.