تفنيد شبهة تأليف القرآن: د. غازي عناية يقدم ردًا علميًا ومنطقيًا

  • أحمد حمدي
  • الثلاثاء 21 يناير 2025, 3:27 مساءً
  • 10

قدم الدكتور غازي عناية ردًا علميًا ومنهجيًا لتفنيد شبهة تأليف النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) للقرآن الكريم. الشبهة تدعي أن النبي نسب القرآن إلى الله بغرض تحقيق مكاسب دنيوية مثل التسلط والزعامة، ولكن الرد المفصل يفند هذه الادعاءات بأسلوب عقلاني وبلاغي رصين.

تمايز أسلوب القرآن عن الحديث النبوي:

أكد د. عناية أن أسلوب القرآن الكريم يختلف جذريًا عن الحديث النبوي، حيث يتميز القرآن بإعجازه البياني والفصاحة التي عجز العرب عن مجاراتها، بينما الحديث النبوي، رغم بلاغته، تناولته المعارضة والتحريف.

انتفاء الزعامة الشخصية:

أوضح الدكتور أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يدّعِ السيادة أو الزعامة من أجل مصلحة دنيوية، مشيرًا إلى بساطته في العيش وقوله الشهير: "إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة".

التحدي القرآني المستمر:
استعرض الرد الآيات التي تحدت العرب أن يأتوا بمثل القرآن، مثل قوله تعالى:
(فأتوا بسورة من مثله إن كنتم صادقين) [البقرة: 23].
ورغم ذلك، عجز العرب أصحاب الفصاحة والبيان عن مجاراته.

تأخر الوحي في مواقف حرجة:
ناقش الرد مواقف مثل حادثة الإفك، وتحويل القبلة، وقصة أصحاب الكهف، حيث تأخر نزول الوحي لفترات طويلة، مما ينفي احتمال أن يكون القرآن من تأليف النبي. فلو كان من عنده، لقدم الإجابة فورًا.

عتاب الله للنبي في القرآن:
لفت الدكتور عناية إلى أن القرآن يتضمن عتاب الله للنبي (صلى الله عليه وسلم) في مواقف مثل الإذن للمنافقين بالتخلف عن غزوة تبوك (التوبة: 43)، وقبول الفداء من أسرى بدر (الأنفال: 67)، وقصة عبد الله بن أم مكتوم (عبس: 1-11). هذا العتاب يؤكد أن القرآن ليس كلامًا بشريًا، إذ لا يعقل أن يلوم شخص نفسه في خطاب يدعي تأليفه.

أكد د. عناية أن القرآن الكريم معجز في بيانه، متفرد في أسلوبه، ومستحيل أن يكون من تأليف بشر. الردود العقلية والشرعية الواردة تُبرز قوة القرآن كدليل على صدق النبوة وتفنّد كل الشبهات المثارة حوله.

تعليقات