الرد على شبهة ضرب المرأة في الإسلام

  • أحمد حمدي
  • الأحد 19 يناير 2025, 12:05 مساءً
  • 29
الرد على شبهة ضرب المرأة في الإسلام

الرد على شبهة ضرب المرأة في الإسلام

تُثار شبهة حول الإسلام بشأن الآية 34 من سورة النساء التي ورد فيها: "وَاضْرِبُوهُنَّ"، حيث يزعم البعض أن الإسلام يبيح إهانة المرأة وضربها.

وفيما يلي رد مفصل يُوضح مفهوم الآية وضوابطها من منظور إسلامي، بحسب ما أكد الباحث في ملف الإلحاد الدكتور محمد عبد الله. 

الرد المجمل:

  1. الضرب آخر الوسائل: الإسلام لم يجعل الضرب وسيلة أولى في التعامل مع المرأة، بل جاء كآخر المحاولات بعد النصح والإرشاد باللين ثم الهجر في المضجع.
  2. الضرب للمرأة الناشز فقط: المقصود بالمرأة الناشز هي المتمردة التي تعاند زوجها وتؤدي إلى تهديد استقرار الأسرة.
  3. تحريم ضرب المرأة غير الناشز: الإسلام يحرم ضرب المرأة الصالحة أو غير الناشز، بل يعتبر ذلك ظلمًا يُحاسب عليه الزوج.
  4. ضوابط الضرب: الضرب في الإسلام يجب أن يكون غير مبرح، كاستخدام السواك أو ما يشابهه، بعيدًا عن الأذى الجسدي أو النفسي.
  5. حق المرأة في الدفاع عن نفسها: إذا تعرضت المرأة لأي ضرب مبرح أو غير مبرر، فلها حق التوجه إلى القاضي لطلب الطلاق أو القصاص.
  6. الغاية من الضرب: إذا علم الزوج أن الضرب لن يحقق الهدف المرجو وهو إصلاح الزوجة، فإن استخدامه يصبح محرمًا.
  7. وقف الضرب عند الطاعة: إذا تراجعت المرأة عن نشوزها، فلا يجوز للرجل الاستمرار في استخدام هذه الوسيلة.

الرد التفصيلي:

الآية في سياقها الكامل: يقول الله تعالى: “فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”.

1. الأصل هو التكريم: الآية تبدأ بوصف المرأة الصالحة بأنها "قانتة"، أي مطيعة لربها ولزوجها، وتحافظ على بيتها وأسرار حياتها الزوجية. ضرب هذه المرأة أو إيذاؤها بأي شكل محرم.

2. التعامل التدريجي مع النشوز:

  • الموعظة الحسنة: الخطوة الأولى هي النصح بالكلام الطيب واللين لإصلاح الزوجة.
  • الهجر في المضجع: إن لم تفلح الموعظة، يُلجأ إلى الهجر كوسيلة نفسية تُظهر للزوجة خطورة ما تفعله.
  • الضرب غير المبرح: إذا لم تُجدِ الوسائل السابقة نفعًا، أباح الإسلام الضرب غير المؤذي جسديًا كوسيلة تأديب للزوجة الناشز فقط.

3. ضوابط الضرب في الإسلام:

  • عدم إيذاء الوجه: النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "ولا تضربِ الوجه، ولا تُقبِّح، ولا تهجر إلا في البيت".
  • عدم التسبب في أذى جسدي أو نفسي: يجب أن يكون الضرب رمزيًا، مثل الضرب بالسواك أو المنديل.
  • الاستفادة المرجوة: إذا علم الزوج أن الضرب لن يؤدي إلى نتيجة إيجابية، فإنه يُحرم عليه استخدامه.

4. العقوبة عند التجاوز:

  • الزوج الذي يضرب زوجته ضربًا مبرحًا أو بغير حق يُحاسب شرعًا، وللمرأة الحق في طلب الطلاق أو القصاص.
  • قال ابن حزم: "إن اعتدى الزوج على زوجته بغير حق، فلها أن تُقتص منه".

5. مقارنة مع الواقع: النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يضرب امرأة قط، وكان يقول: "وأيم الله لا تجدون أولئك خياركم"، أي أن أفضل الرجال هم من لا يضربون نساءهم. كما أوصى بالصبر على النساء بقوله: "لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ".

التعامل مع الزوج الناشز:

لم يُشرع للمرأة ضرب الزوج الناشز؛ لأنها الطرف الأضعف في العلاقة، ولحمايتها من أي أذى محتمل. بدلاً من ذلك، أُمرَت باللجوء إلى الحلول السلمية مثل تدخل الأهل أو القاضي لفض النزاع.

الخلاصة:

الإسلام وضع ضوابط دقيقة للتعامل مع المرأة الناشز لضمان استقرار الأسرة ومنع الظلم. أما تصوير الإسلام كدين يدعو إلى العنف ضد المرأة فهو افتراء يفتقر إلى فهم النصوص الشرعية في سياقها الصحيح.

تعليقات