لماذا أصبح الحجاب مركزًا لصراعات سياسية وثقافية عالمية؟
- السبت 18 يناير 2025
الأغلفة
يشارك الدكتور محمد جاد الزغبي، بثلاثة كتب جديدة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي هذا العام عن دار حواديت للنشر والتوزيع - صالة (1) جناح A13 والتي تتمثل في، كتاب (كيف نفهم ما حدث في سوريا) ، وهو بمثابة رسالة بحثية موجهة سواء للجمهور أو الباحثين لكشف الصورة الحالية للمشهد السوري دون رتوش العواطف ومتاجرات المصالح السياسية!
وذلك عن طريق الاستناد للمرجعية الحقيقية وهي التاريخ، والكتاب
يتناول وضع أهم وأخطر بلاد العرب في آسيا ألا وهي (سوريا)، والصراع الدولي
والإقليمي عليها منذ عام 1949م، وحتى اليوم.
حيث إن مشهد اليوم في سوريا من المستحيل تفسيره إلا إذا تناولت
بدايته الحقيقية عام 1949م، والتي استمرت خلال فترة القومية، ثم ما أدى إليه هذا
الصراع الدامي من نجاح حافظ الأسد في الوصول للحكم والتحكم في بلد مثل سوريا لمدة
خمسين عاما رغم أن الحكم لم يستقر قط قبله لأي نظام حكم
كما يقدم الكتاب عرضا تفصيليا للجماعات المسلحة وعلاقتها بالغرب
منذ بداية الحرب الأفغانية عام 1979م، وكيف تطورت تلك العلاقات وتم استخدامها
لخدمة أمريكا في الحرب الباردة حتى حرب الخليج واحتلال العراق!
كما يقدم الكتاب الدور الحقيقي الذي قامت به دول الخليج وتركيا
وفرنسا وبريطانيا في جعل سوريا مسرحا لصراعات المرتزقة لكافة دول العالم.
وليس الهدف من الكتاب تقديم تحليل محدد للقارئ بل يعرض الكتاب
حقائق المشهد ويترك للقارئ حرية الفهم والتحليل.
أما الكتاب الثاني، فهو بعنوان (الشيعة والأزهر والسلفية)،
والذي يقدم فيه الدكتور الزغبي عرضا متكاملا لملف لم تتعرض له دوائر النقد كثيرا.
حيث نقرأ في الكتاب حقيقة موقف الأزهر الشريف من الشيعة
والتشيع، وكيف أن الموقف التاريخي للأزهر له مواقف تمت التعمية عليها عمدا من قضية
الشيعة وعقائدها.
وقد حاولت إيران في تاريخها الطويل اختراق الأزهر بكل السبل
واشتدت المحاولة في بداية القرن العشرين وزادت بعد ثورة الخميني لكنها فشلت فشلا
ذريعا.
كما يعرض الملف موقف الحركة السلفية بعد ظهورها من الأزهر وكيف
أن العلاقات بين الجانبين ليس كما ظهرت في دوائر المتعصبين وإنما كانت الملفات
المشتركة أكثر قوة من ملفات الخلافات، رغم ما أثرت به الخلافات بين الجانبين سلبا
على قضية التصدي للاختراق الشيعي.
والكتاب شهادة تسجيلية لمواقف امتدت عبر مائة وعشرين عاما لعب فيها الأزهر والحركة السلفية أهم الأدوار في الدفاع عن السنة ضد محاولات الاختراق الإيراني.
والكتاب الثالث جاء تحت عنوان (حمير لا
تأكل البرسيم)، وهو يتناول علاقة الأدب الساخر بالحمار وكيف تبرز في التراث العربي
في شخصية (جحا) وهو لقب وليس اسما، وقد اختلف المؤرخون في إثبات وجوده إلا أن
القول الغالب أنه شخصية حقيقية تُسَمى بلقب (جحا) واسمه الحقيقي (أبو الغصن دُجين
الفزاري).
وتقوم الحكايات على النكتة السياسية أو الاجتماعية كما يعود
ارتباط جحا بحماره للدلالة على مدى غباء المواقف التي يتعرض لها سواء كان الغباء
من جحا نفسه أو المجتمع بينما يقوم الحمار أحيانا بإدراك ما لم يدركه جحا أو
المجتمع.
واستمرت علاقة الأدب الساخر بشخصية الحمار في العصر الحديث ولعل
أشهر حمارين في الأدب العربي المعاصر هما حمار(الحكيم) الذي ابتكره (توفيق الحكيم)
وحمار (السعدني) الذي ابتكره الساخر العظيم محمود السعدني، للسخرية من سلبيات
المجتمع العربي
ويقدم لنا د. (محمد جاد) في كتابه الجديد سيناريو مختلفا وساخرا
حيث يرى أن الآية انقلبت في العصر الحالي.
يقول الدكتور الزغبي: فبعد أن كان البشر يسخرون من الحمير
للتعبير عن الغباء، أصبحت الحمير الآن أحق منا في السخرية من أفعال مجموعة من
البشر اتصفت بصفات الحمير.
لكنها حمير لا تأكل البرسيم أو العشب بل تأكل السيمون فيميه
والكافيار وترتاد أعلى المنتجعات والنوادي ويتصدرون المشهد الإعلامي والاجتماعي
ويقومون بأدوار تزيد من انهيار العرب والانبطاح للغرب أكثر وأكثر في تقليد أعمى!