النقوش الأثرية تكشف الحقيقة: إثبات تاريخي جديد لقصة أصحاب الفيل
- الثلاثاء 21 يناير 2025
تعبيرية
أكد الباحث الإسلامي الدكتور محمود ناظم النسيمي أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع قواعد طبية متوازنة، تنهى عن المغالاة في استخدام العلاجات الشعبية كالحجامة والكي دون استشارة علمية، مشيراً إلى أن النهي منصب على الاستخدام المفرط أو غير المبرر لهذه العلاجات، وليس على تحريمها المطلق.
وأوضح النسيمي أن النبي صلى الله عليه وسلم شجع على استعمال العلاجات التي توافق المرض وتؤدي إلى الشفاء بإذن الله، مستشهداً بحديثه: "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل". وأشار إلى أن الأدوية الشعبية في زمن النبي، مثل شرطة المحجم وشربة العسل والكي، لها فوائد طبية، ولكنها مشروطة بالاستطباب المناسب، دون الاعتماد عليها بشكل عشوائي أو مفرط.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الكي في بعض الأحاديث مثل قوله: "أكره شرب الحميم"، وقوله: "أنهى أمتي عن الكي". إلا أن هذا النهي ليس على عمومه، إذ وردت أحاديث أخرى تفيد استخدام النبي وأصحابه للكي عند الضرورة، مما يشير إلى أن الكي جائز في حالات معينة تتطلبه كعلاج.
وتابع النسيمي بأن العلماء مثل ابن حجر والمازري أوضحوا أن الجمع بين النهي عن الكي واستعماله يهدف إلى توجيه الناس إلى تجنب العلاج به إلا عند الحاجة الملحة، حيث قال ابن حجر: "الكي جائز للحاجة، والأولى تركه إذا لم يتعين".
وختم النسيمي بالقول إن الاعتماد على العلاجات الشعبية دون تشخيص علمي يعد تعلقاً بالأوهام، وهو منافٍ للتوكل على الله تعالى، داعياً إلى تحقيق التوازن بين الأخذ بالأسباب العلمية والثقة بقدرة الله عز وجل على الشفاء.