حقائق علمية حول صحيح البخاري.. ردّ على الشبهات المتداولة
- الأربعاء 05 فبراير 2025
القلب
يقول الباحث في
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الدكتور منصور أبو شريعة العبادي، الأستاذ بجامعة
العلوم والتكنولوجيا الأردنية، إن من يدرس تركيب القلب والطريقة التي يعمل من خلالها
لا مفر له إلا أن يعترف بوجود صانع لا حدود لعلمه وقدرته يقف وراء تصنيع هذا القلب
الأعجوبة. فهذه المضخة اللحمية التي لا يتجاوز وزنها ثلث كيلوغرام تعمل بدون توقف لما
يزيد عن مائة عام، وتضخ خلالها من الدم ما يساوي 250 ألف متر مكعب، منوها إلى أن الذي
ينظر إلى صور القلب فقط من جوانبه المختلفة يجد فيها لوحات فنية رائعة لا يمل الإنسان
من النظر إليها. أما تركيب القلب من الداخل فإن فيه من عجائب التصميم ما لا يخطر على
بال أذكى المشتغلين في تصميم المضخات الميكانيكية.
وتابع: أن مجرد وجود الصمامات
في القلب تدحض فرية أنه قد تم تصنيعه بالصدفة، فالمبدأ الذي يقوم عليه عمل الصمامات
تحتاج لقوة عاقلة لكي تكتشفه، وأن خطأ بسيطا في تركيب الصمام سيحول دون عمل القلب بالشكل
المطلوب، أما تصميم حجرات القلب وتحديد سعاتها وقوة عضلاتها والأوعية الدموية التي
تخرج منها، وتصميم مولدات الإشارة الكهربائية والمسارات التي تتبعها للوصول لعضلات
القلب، والتي تجعل القلب ينبض بلا توقف فإن فيها من الأسرار ما يدعو إلى الدهشة. أما
الأوعية الدموية التي توصل الدم الذي يضخه القلب لكل خلية من خلايا الجسم فإن في أحجامها
وأطوالها وتركيبها والمسارات التي تتبعها في الجسم من الأسرار ما يبعث على العجب. أما
الأسرار الموجودة في مكونات الدم والوظائف التي تقوم بها فإنها تحتاج لعلماء ملهمين
في تخصصات مختلفة لكي يتمكنوا من فهمها وكشفها.
وأردف قائلا: يأتي الجهاز
الدوري من حيث الأهمية والتعقيد بعد الجهاز العصبي حيث أن تعطل القلب عن العمل كما
هو الحال مع تعطل الدماغ يؤديان لا محالة إلى موت الكائن الحي. وهناك بعض التشابه العام
في تركيب الجهازين، فالقلب يقابله الدماغ والأوعية الدموية تقابلها الألياف العصبية والدم يقابله الإشارات العصبية، موضحا إذا كان الجهاز
العصبي هو الحاسوب الذي يتحكم بعمل جميع أجهزة الجسم؛ فإن الجهاز الدوري هو المحرك
الذي يؤمن الطاقة لكل خلية من خلايا الجسم. وبما أن عملية حرق المواد العضوية للحصول
على الطاقة تتم في داخل كل خلية من خلايا الجسم، فإن مهمة الجهاز الدوري الرئيسية هو
تأمين كل خلية بما تحتاجه من مواد عضوية وأكسجين، ولا يقتصر دور الجهاز الدوري على
هذه المهمة فقط بل يقوم بوظائف أخرى بالغة الأهمية للجسم، حيث تم استغلال وصول الدم
لكل خلية لإيصال وجلب مواد أخرى منها.
ولفت إلى أن من أهم هذه
الوظائف تأمين الخلايا بالماء الذي هو أساس حياة الخلية ولكن بالقدر المطلوب، حيث يعمل الدم على حفظ توازن الماء في الجسم، بحيث
تتساوى كمية الماء التي يحصل عليها عن طريق الشراب والطعام مع تلك التي يفقدها عن طريق
التبول والتعرق من خلال قيام الدم بحمل الماء الزائد إلى أجهزة الإخراج وهي الكلى والجلد.
ويقوم الدم كذلك بتخليص الجسم من النفايات الضارة الناتجة عن عملية الاحتراق وخاصة
ثاني أكسيد الكربون والبولينيا من خلال الرئتين والكلى. ويقوم الدم بالحفاظ على درجة
حرارة ثابتة للجسم، من خلال نقل الحرارة المتولدة في الخلايا نتيجة لعملية الاحتراق
إلى الجلد ليقوم بتشتيتها في الجو المحيط بالجسم. وبما أن الجهاز الدوري يوصل الدم
لكل خلية من خلايا الجسم فقد تم استغلاله للقيام بوظيفة الدفاع عن هذه الخلايا ضد الميكروبات
كالبكتيريا والفيروسات، حيث يوجد في الدم خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة التي
تقوم بمهاجمة هذه الميكروبات والقضاء عليها. وقد تم أيضا استغلال هذه الخاصية للجهاز
الدوري لنقل الهرمونات إلى مختلف أعضاء الجسم.