الدكتور هيثم طلعت: علمنة الدين تعني هدمه والإسلام يرفض التنازل عن جوهره
- الأحد 12 يناير 2025
صرَّح الدكتور هيثم طلعت، الباحث المتخصص في ملف الإلحاد والفكر الإنساني، بأن قريش لم تطلب من النبي محمد صلى الله عليه وسلم إنهاء الإسلام بشكل صريح، بل سعت إلى فرض شكل من العلمنة على دعوته. وأوضح أن قريش طالبت النبي بتركهم وما يعبدون، وألَّا يُظهر إيمانه على العلن، كما ورد في حديث البخاري: "وَلَا يَسْتَعْلِنْ به".
وأضاف الدكتور طلعت أن هذه المحاولات التاريخية
لتقييد الرسالة الإسلامية كانت تهدف إلى تقليص تأثير الدين وحصره في دائرة شخصية
أو خاصة، دون السماح له بالتأثير في المجال العام أو القيم الاجتماعية. وأكد أن
علمنة الدين في جوهرها تمثل هدماً للدين، لأنها تفصل بين الإيمان والعمل، وبين
القيم الدينية وسلوك المجتمع.
وأشار الباحث إلى أن الإسلام كرسالة شاملة لا
يقبل أن يُحجم عن أداء دوره في حياة الأفراد والجماعات، وأن محاولات العلمنة قد
تتكرر بأشكال مختلفة عبر العصور، لكنها تظل محاولات تتناقض مع روح الإسلام ومبادئه
الأساسية.
واختتم الدكتور طلعت حديثه بالدعوة إلى الوعي
بمحاولات العلمنة التي تهدد الرسائل السماوية، مؤكدًا أن التصدي لهذه المحاولات
يتطلب فهمًا عميقًا للدين ودوره في بناء مجتمعات مستقرة وقائمة على القيم.