الأوقاف: ملاطفة الأطفال بالمسجد لا تتعارض مع قدسيته.. والنبي كان يلاعبهم فيه
- الأربعاء 02 أبريل 2025
صورة تبرز الروابط المذهلة بين الفطريات والجذور النباتية
الحلقة استعرضت نقاطًا أثارت اهتمام الجمهور، لكنها أثارت أيضًا انتقادات علمية، أبرزها من الباحث في ملف الإلحاد أحمد إبراهيم، الذي أشار إلى أن العديد من المعلومات الواردة في الحلقة سبق تناولها في سلسلته "معضلة داروين الأخيرة".
تناولت الحلقة العلاقة بين جذور النباتات والفطريات والشبكة التي يطلق عليها العلماء "شبكة الويب الخشبية" (Wood Wide Web). هذه العلاقة قائمة على تبادل المغذيات والمعلومات، وهي ظاهرة سبق تفصيلها في الحلقة الأولى من سلسلة "معضلة داروين الأخيرة". الباحث أحمد إبراهيم يوضح أن هذه العلاقة تعكس تصميمًا مبدعًا وتنظيمًا يثير التساؤلات حول إمكانية نشوئها عبر الصدفة والتطور التدريجي.
الحلقة أشارت إلى تجربة قام فيها العفن الغروي بتصميم شبكة توصيل غذائية مطابقة تقريبًا لشبكة السكك الحديدية في طوكيو. ومع ذلك، أشار الباحث أحمد إبراهيم إلى خطأ علمي في تصنيف العفن الغروي كفطر، مؤكدًا أنه ينتمي للطليعيات. هذه الدقة في التصميم، بحسب الباحث، تُظهر تحديًا كبيرًا لنظرية التطور، حيث يعجز التطور العشوائي عن تفسير مثل هذا التنظيم الفائق.
أما عن الفطريات التي تُحوِّل النمل إلى كائنات "زومبي"، فتناولت الحلقة أن الفطر يستخدم مواد كيميائية مهلوسة للتحكم بالنمل. لكن الباحث يشير إلى أن الأبحاث العلمية تؤكد أن الفطر يشكل نظامًا عصبيًا وعضليًا بديلًا يُحرك النمل وكأنه دمية، دون الحاجة لمواد كيميائية. هذا التفسير يظهر بوضوح التخطيط الدقيق، وليس مجرد تفاعلات كيميائية عشوائية.
ختمت الحلقة بالحديث عن فرضية تطور الأديان، مشيرة إلى أن التجارب "الروحية" الناتجة عن استخدام المخدرات مثل LSD هي أساس نشوء الأديان. هذه الفرضية تتردد كثيرًا في كتابات الملحدين مثل سام هاريس. لكن الباحث أحمد إبراهيم يعارض ذلك بشدة، معتبرًا أن مثل هذه الفرضيات تُظهر نزعة مادية متطرفة تتجاهل كل الأدلة الأخرى التي تُثبت عمق البعد الروحي والديني لدى الإنسان.
الباحث أحمد إبراهيم يرى أن هذه الحلقة تعكس مثالًا حيًا على اختطاف العلم وتوظيفه لتأييد المادية والطبيعانية، مشيرًا إلى أن غياب متخصصين مسلمين قادرين على تفسير هذه الظواهر من منظور علمي وإيماني يجعل الساحة مفتوحة أمام التفسيرات المادية. ويؤكد أن العلم إذا لم يُربط بالقيم الصحيحة، فقد يتحول إلى أداة لتشويه الحقيقة، بدلًا من أن يكون وسيلة لاكتشافها.