العيون البشرية: كاميرا طبيعية بدقة 576 ميغا بكسل تُدهش العلماء
- السبت 11 يناير 2025
المعدة
وأشار إلى جدار المعدة، يتكون من ثلاثة طبقات فالطبقة
الخارجية طبقة ليفية مصلية رقيقة وملساء (serosa) مما يسهل من حركة المعدة
داخل البطن بأقل احتكاك ممكن مع ما يحيط بها من أحشاء. وأما الطبقة الوسطى فمكونة من
ثلاث طبقات عضلية فالداخلية منهما ذات عضلات
مائلة (inner oblique muscle layer)
تليها طبقة وسطى ذات عضلات دائرية (middle circular muscle layer) ومن ثم طبقة خارجية ذات
عضلات طولية (outer longitudinal muscle layer).
وأما الطبقة الداخلية لجدار المعدة فهي الطبقة
المخاطية وهي ذات تعرجات أو طيات كثيرة تبدو كالخميلة،وذلك لزيادة السطح الداخلي للمعدة
وتحتوي هذه الطبقة على 35 مليون غدة معدية .
وتابع: أن في تصميم الغدد المعدية من المعجزات ما
يجعل جهابذة العلماء يسلمون بأن الذي صممها خالق لا حدود لعلمه وقدرته سبحانه وتعالى.
فهذه الغدة عبارة عن أنبوب بالغ الدقة مبطن بستة أنواع من الخلايا تقوم بإفراز مكونات العصارة المعدية (gastric juice) وهي الماء بنسبة 90 بالمائة وحامض الهيدروكلوريك (Hydrochloric
Acid) وخميرة الببسين أو الببسينوجين
(Pepsinogen) والمخاط القلوي (Alkalytic mucous) وهرمون الجاسترين (gastrin) وهرمون الهستامين (histamine)
وهرمون السوماتوستين (somatostatin)
والعامل الداخلي (intrinsic factor)
وإنزيم الليبيز المعدي (lipase).
إن المعدة لا تقوم بإفراز عصارتها إلا عند دخول الطعام إليها وبعد إثارة خلايا الإفراز
فيها من قبل الهرمونات التي ذكرناها وكذلك
من قبل بعض ألياف العصب الحائر (vagus nerve).
فعند دخول الطعام إلى المعدة تبدأ بالتمدد فتقوم مستقبلات التمدد (stretch receptors) بإرسال إشارات إلى الدماغ
والذي يقوم بدورة بإرسال إشارات لغدد المعدة لإفراز هرموناتها. فهرمون الجاسترين يحفز
إفراز العصارة المعدية بوجود الطعام بينما يعمل هرمون السوماتوستين على إيقاف الإفراز عند غياب الطعام. ومن عجائب الخلايا
التي تفرز حامض الهيدروكلوريك والببسين أنها لا تنتجها وهي في داخل هذه الخلايا وإلا
لدمرتها ولكنها تنتج مركباتها ثم تفرزها إلى الأنبوب حيث تتحد هذه المركبات لتنتج هذه
المواد الخطيرة,
وأوضح أن المعدة تقوم بوظائف متعددة أولها استخدامها
كمخزن لوجبة الطعام الذي يأكله الإنسان والذي يتم غالبا أكله في فترة زمنية قصيرة نسبيا.
وعلى الرغم من أن سعة المعدة وهي فارغة لا تتجاوز اللتر الواحد إلا أن جدرانها قد صممت
بحيث تتمدد بشكل كبير وتتسع لما يزيد عن خمسة لترات من الطعام. أما الوظيفة الثانية
فهي وظيفة ميكانيكية حيث تعمل كخلاط يقوم بطحن وهرس الطعام وخلطه بعصارة المعدة ويتم
ذلك من خلال الحركة التمعجية اللإرادية لجدار المعدة بمجرد دخول الطعام إليها. وتتجلى
قدرة الخالق عز وجل في اختيار اتجاه العضلات في جدار المعدة فالعضلات الدائرية تعمل
على انقباض جدار المعدة فيقوم بالضغط بقوة على الطعام الذي فيها بينما تقوم العضلات
الطولية والمائلة بتحريك الجدار في جميع الاتجاهات مما يعمل على تفتيت الأجزاء الصلبة
من الطعام. إن المعدة لا تقوم بحركاتها بطريقة عشوائية بل تتم بطريقة مبرمجة من قبل
مجموعة من العقد العصبية المرتبطة بالعصب العاشر (الرئوي-المعدي) والعصب الودي الكبير
الذي يشكل الضفيرة الشمسية (Solary Plexus
) والتي توجد عند وسط البطن حيث يتم الشعور بالألم في حالات أمراض المعدة.
وأردف قائلا: ويقوم حامض الهيدروكلوريك المخفف الذي تفرزه المعدة
بمعدل لتر واحد في اليوم بإذابة أجزاء الطعام
إلى حبيبات بالغة الصغر لتحول العصارة المعدية المخلوطة بهذه الحبيبات إلى سائل كثيف
القوام يسمى الكيموس (chyme)
وهو شديد الحموضة حيث يبلغ المعامل الهيدروجيني له الرقم 2 أي بدرجة حموضة الليمون.
ومن المهام المنوطة بحامض الهيدروكلوريك قتل جميع أنواع الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا
والفطريات التي تدخل مع الطعام لكي لا يصاب
الإنسان بالتسمم جراء تكاثر هذه الكائنات في
معدته. وإذا كان حامض الهيدروكلوريك قادر على إذابة اللحوم التي تدخل المعدة فهو قادر
كذلك على إذابة جدار المعدة ولكن من لطف الله بمخلوقاته أن بعض الخلايا المبطنة للمعدة
تقوم بإفراز مخاط قلوي يغطي جدار المعدة بطبقة رقيقة تحول دون وصول الحامض إلى خلاياه.
أما الوظيفة الثالثة للمعدة فهي البدء بعملية الهضم المبدئي للبروتينات حيث يقوم أنزيم
الببسين (Pepsin) بتحطيم جزيئات البروتينات
الكبيرة إلى جزيئات أصغر حجما وهي عديد الببتيد (Polypeptides)
وهي سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية تحتاج لأن تحطم لاحقا في الأمعاء الدقيقة إلى الأحماض الأمينية، موضحا أن الطعام يظل في المعدة
لمدة تتراوح بين الساعة والثلاث ساعات وذلك تبعا لطبيعة الطعام الموجود فيها وبمجرد
إتمام عملية الهضم تقوم المعدة بتمرير الكيموس على دفعات إلى الأمعاء الدقيقة تحت سيطرة
هرمونات تفرزها المعدة والأمعاء الدقيقة.