ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: النبي ﷺ عبد ربه بالتفكر والتدبر قبل أن ينزل عليه الوحي
- الأربعاء 01 يناير 2025
القلب هو ميدان معركتك الخاصة، فهل يمكن لعاقل أن يتركه دون اهتمام؟!
إن القلب
المُهمَل تتسلل إليه الشهوات وتتغلغل فيه الشبهات، حتى يتحوّل إلى موطنٍ للفساد،
بدلًا من أن يكون مصدرًا للنور.
القلب دائمًا
بحاجة إلى تهذيب وتنقية؛ تهذيب بالذكر وتنقية بالتوبة، حتى لا يقع في محنة
الانطفاء.
ففي هذه المحنة تغطيه غشاوة تمنعه من إدراك
الحق، وأيّ خطرٍ أشد على الإنسان من البُعد عن الحق؟! كما قال تعالى: “كَلَّا بَلْ
رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ.”
هل يمكن لعاقل
أن يترك قلبه للغفلة؟! الغافل هو أول من يتهاوى أمام إغراءات الدنيا؛ يبيع قيمه
ومبادئه بثمنٍ بخس، ويهرب من مواجهة الباطل خوفًا من اتهامٍ أو خسارة.
أما القلب الحيّ
فلا يخشى السير وحيدًا ولا يخاف المواجهة بمفرده؛ لأنه يعلم أن الله لا يخذل
الصادقين.
إن خطواته، وإن
بدت صغيرة، تصنع طريقًا عظيمًا نهايته حُسن الخاتمة، وتكون بداية لكل مُصلحٍ يبحث
عن قدوة حقيقية يستلهم منها العبر ويقتدي بها.
وهكذا يصبح صاحب
القلب الحيّ حيًّا في الدنيا، وحيًّا في الذاكرة وقلوب الناس بعد رحيله عن الحياة.
ابدأ الآن، أصلح
قلبك قبل أن يغرق في الفساد.
اطرد عنه
الشبهات والشهوات بالعلم النافع والعمل الصالح، واغرس فيه نور الإيمان بالتوبة
وكثرة اتباع السُّنة.
فإنّ القلب
النقي هو زادك الأهم في طريق الصلاح، والطريق إلى الله يحتاج دائمًا إلى مفتاحٍ
صالح؛ لأن الاستقامة هي مفتاح القلب السليم الذي يؤهلك للوفود على الله.
إن الرحلة
الطويلة ستكون خسارة عظيمة إذا أضعتها بسبب الغفلة أو الكسل.
انهض الآن،
تحرّك واستعد، سرْ ولا تلتفت. حارب كسلك، أخلص النية، اجتهد في العمل، واسأل ربك
التوفيق.