أفلا تبصرون.. مكونات الجهاز الهضمي!

  • أحمد نصار
  • الإثنين 30 ديسمبر 2024, 4:55 مساءً
  • 51
الجهاز الهضمي

الجهاز الهضمي

 من يتأمل مكونات الجهاز الهضمي، سيدرك أنه أمام جهاز مدهش، يثبت وجود صانع عظيم، حيث يتكون الجهاز الهضمي من أنبوبة أو قناة عضلية طويلة متعرجة تتسع في أماكن معينة وتضيق في أماكن أخرى. وتبدأ القناة عند الفم وتنتهي عند الشرج حيث يصل طولها في الإنسان البالغ ما يقرب من تسعة أمتار.

وبما أن المسافة بين الفم والشرج لا تزيد عن المتر فإنه يلزم طي هذه الأنبوبة الطويلة في مناطق معينة منها بحيث يتم وضعها في حيز محدد وهو التجويف البطني. وتتألف القناة الهضمية من ستة أقسام رئيسية وهي الفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة. ويرتبط بالقناة الهضمية أربع مكونات تقع خارج القناة وتساعد الجهاز الهضمي على القيام بوظائفه من خلال العصارات التي تصبها فيه من خلال قنوات خاصة وهي الغدد اللعابية والبنكرياس والحويصلة الصفراوية ( المرارة ) والكبد، وفقا لما ذكره، الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الدكتور منصور أبوشريعة العبادي .

وأضاف: أن مكونات الجهاز الهضمي لا تقوم  بوظائفها المختلفة بطريقة عشوائية بل تتم بطريقة محكمة تحت سيطرة برامج مخزنة مسبقا في الدماغ أو في عقد عصبية مزروعة في جدران بعض هذه المكونات وكذلك تحت سيطرة النظام الهرموني. وباستثناء عملية تقطيع الطعام التي تتم في الفم بشكل إرادي والتي غالبا ما تكون غير متقنة بسبب أن الإنسان هو المسؤول عنها فإن بقية العمليات تتم بطريقة لاإرادية وبطريقة غاية في الإتقان. إن تحريك الطعام في قناة يبلغ طولها ما يقرب من تسعة أمتار مطوية على بعضها البعض ومحشوة في حيز ضيق وهو البطن لا يمكن أن يتم تحت تأثير الجاذبية بل يحتاج  إلى حركات معقدة  تقوم بها جميع مكونات الجهاز الهضمي وذلك من خلال تقلص وانبساط عضلات جدرانها بطريقة مدروسة.

   وتابع: أن عشرات الأنواع من الإفرازات التي تصبها مكونات الجهاز الهضمي في القناة الهضمية يتم تحديد وقت إفرازها والكميات المفرزة منها بشكل بالغ الدقة يتناسب مع كمية ونوع الطعام الذي يدخل إليها. إن مكونات الجهاز الهضمي المختلفة تفرز في اليوم ما معدله ثمان لترات من الإفرازات يشكل الماء أغلبها وللقارئ أن يتخيل لو أن هذه الكمية يتم إفرازها دفعة واحدة على لقمة واحدة من الطعام.

وأردف قائلا: إن الله سبحانه وتعالى، قد خلق آليات مختلفة تدفع بالإنسان دفعا لأكل الطعام أو شرب الماء ولولا هذه الآليات لأجبر الإنسان نفسه جبرا على أكل طعامه وشرب شرابه كما يجبر المريض نفسه على شرب دوائه أو أكل طعام لا يشتيه. فالآلية الأولى هي الشعور بالجوع (hunger) حيث يقوم الجسم بإرسال إشارات مختلفة إلى الدماغ تبلغه بنقص الغذاء الذي يغذي خلاياه فيقوم الدماغ بإرسال إشارات إلى أماكن محددة في الجسم تنشئ الإحساس بالحاجة إلى الطعام أي الجوع، منوها إلى أنه رغم الأبحاث الكثيرة التي أجراها العلماء لدراسة ظاهرة الجوع وتحديد أماكن الجسم التي تصدر منها هذه الإشارات إلا أنهم لم يجمعوا على رأي واحد فمن قائل أنها صادرة عن المعدة إذا ما خلت من الطعام ومن قائل أنها صادرة من الكبد إذا قل مستوى سكر الجلوكوز ومن قائل أنها صادرة من الدماغ إذا بدأت درجة حرارة الجسم بالانخفاض مع نقصان كمية الطاقة التي تمد الجسم. وفي مقابل الجوع خلق الله عز وجل آلية الشبع ولولا هذه الآلية لأهلك الإنسان نفسه إذا ما ترك الأمر لشهوته ولم يحكم عقله وأكل كميات زائدة من الطعام قد تسبب في إرهاق أو تلف مكونات الجهاز الهضمي.

وأوضح أن الآلية الثانية فهي الشعور بالعطش (thirst) إلى الماء حيث يشكل الماء ما نسبته 65% من وزن الجسم وقد جعل الله من الماء كل شيء حي حيث أن جميع العمليات الحيوية والتفاعلات الكيميائية التي تجري في الخلايا لا تعمل إلا في وسط مائي. إن أي نقص في كمية الماء في الجسم ينعكس على كمية الماء الموجود في الدم ولذا فإن بعض المستقبلات الحسية الموجودة في جدران الأوعية الدموية تحس بزيادة تركيز الأملاح أو ارتفاع ضغط الدم عند نقصان الماء فتبعث بإشاراتها إلى الدماغ الذي يقوم بسحب كمية من الماء الموجود في الخلايا المبطنة للفم والحلق فيصيبها الجفاف فيحس الإنسان بالعطش.

أما الآلية الثالثة فهي الشهية لأكل مختلف أنواع الطعام (appetite) رغم أن الإنسان قد يكون في حالة الشبع ولكن هذه الشهوة تزداد مع الجوع وهذه الآلية تزيد من تلذذ الإنسان بالطعام الذي يأكله والشراب الذي يشربه.

وقد وجد العلماء أن رؤية بعض أنواع الأطعمة أو شم رائحتها ترسل إشارات إلى مركز الاستمتاع في الدماغ (Brain’s pleasure center)   فيقوم بإفراز هرمونات تجسد هذه الشهوة وقد تعمل على إسالة اللعاب. 

تعليقات