د. عباس شومان: اللغة العربية أشرف اللغات على الإطلاق
- الخميس 26 ديسمبر 2024
القطط
أكد الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث أن القطط طاهرة غير نجسة، وكان يسميها من الطوافين والطوافات في البيوت، وكان يتوضأ من الماء الذي شربت منه القطة واعتبره طاهراً. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان الرسول الأمي عليه الصلاة والسلام طبيباً مخبرياً ليقول إن الهرة طاهرة و ليست بنجس، قال إن الكلب نجس وهذا شبه معروف للجميع اليوم وأثبت علمياً، فكيف علم بأنه لا يوجد في الهرة جراثيم. لنطلع على هذا البحث وعلى الحقائق المخبرية الواردة فيه، حيث قمنا ببعض التجارب وكانت النتائج العلمية مطابقة لما جاء به النبي قبل أربعة عشر قرناً، وفقا لما ذكره الباحث في الإعجاز العلمي، محمد لجين الزين.
وتابع: أن هناك بعض الحقائق
العلمية والتجريبية الموثقة عن الهر، حيث يسمى القط – السنور- الضّيونُ – الهر – البس
(لهجة أهل الشام) – المش (لهجة أهل المغرب) – القطاوة (أهل الجزيرة العربية)، وأن
من عادات القط المعروفة تنظيفه لنفسه حتى إن العالم باستور قال إن القطط حيوانات نظيفة
بسبب قضائهم يومهم في تنظيف أنفسهن، ولا يوجد منطقة في جسم القط إلا ويصله هذا التنظيف.
ونظراً لتعرض جلد القط
للبيئة الخارجية لن يكون من المفاجئ أن نعلم أن هناك خلايا فيه تعمل عمل دفاعي مثل
الكريات البيضاء والجلد يحوي خلايا عديدة تعدل من حساسية خلايا الأدمة، موضحا أن سطح
اللسان فهو مغطى بعدد من النتوءات المدببة المنشارية الشكل، وهذه النتوءات المعقوفة
الكبيرة المخروطية يجعلها مبرد حقيقي أو فرشاة مفيدة جداً لتنظيف الجلد.
وأضاف: أنه ليس من المستغرب
أن القط يحب الحليب ولكن طريقة استعماله للسانه للعق الحليب من الصعب تصورها، وعندما
تتحسس لسان القط ستجد أنه مغطى بنتوءات حادة تعمل عمل أسنان المشط وكان البعض يظن أن
هذه النتوءات تستخدم كجيوب صغيرة لتحمل السائل إلى الفم لكي يتم ابتلاعه ولكن هذه التصوير
الذي سنراه الآن سيثبت أنها ليست الطريقة التي يعمل بها اللسان بدلاً من هذه الطريقة
التي تصور البعض أن القط يشرب بها فإن القط يجعل بطن اللسان لسطح السائل أو الحليب
حيث يحمل السائل عليه بطريقة لا تجعل أي منه يعود للوعاء.
وأشار إلى أنه بعد فحص
مجموعات مختلفة من العينات لأعمار مختلفة من القطط ومن أماكن مختلفة من جسم الحيوان
(الظهر – باطن الكف والقدم – محيط الفم – الذيل) حيث تم أخذ مسحات للدراسة وتم زراعتها
على أوساط الزرع الخاصة بالجراثيم (سلبية غرام – إيجابية غرام – وسط EMB
– وسط Moler henton – وسط Blood agar)، وقد تم أخذ عينات خاصة من الجدار الداخلي للفم
وسطح اللسان وتوصلنا للنتائج التالية :
1-
كل النتائج المأخوذة من السطح الخارجي كانت سلبية حتى بعد إعادة الزرع لعدة مرات.
2-
نسبة المزروعات التي أعطت نتيجة سلبية كانت 80 % بالنسبة للعينات التي أخذت من جدار
الفم.
3- أخذت عينات من سطح اللسان وكانت نتيجتها سلبية.
4- نوع الجراثيم التي ظهرت أثناء
الدراسة بشكل عام كانت من الزمر الجرثومية التي تعتبر من الزمر الطبيعية التي تتعايش
عند الإنسان بنسب محددة (أنتروباكتر enterobacter – ستريبتوكوكس streptococcus – ستافيلوكوكس Staphylococcus) وكانت بأعداد أقل من 50000 مستعمرة (خمسين ألف
مستعمرة)
5-
لم يظهر لدينا في الزراعة أي زمرة جرثومية معقدة.
وتابع: كما ترون فإن التحليل
المخبري الموثق من عدة مصادر يثبت أن الهر ليس عليه جراثيم ولا ميكروبات وأن لعابها
طاهر مطهر، راصدا لبعضما قاله أطباء مختصين بعلم الجراثيم، حيث قال الدكتور جورجس مقصود
(رئيس قسم المخابر في مشفى البيطرة): نادراً ما تجد جراثيم على السطح الخارجي للقط
وإن وجد فإن القط سيكون مريض، كذلك تقول الدكتورة جين جوستافسن: بعد تحليل مجموعة من
العينات للمقارنة بين اللعاب لكل من الإنسان والكلب والقط وجدنا أن أكثر نسبة للجراثيم
هي عند الكلب ثم يأتي الإنسان بمقدار الربع للكلب ويأتي القط بمقدار النصف بالنسبة
للإنسان.
وتطرق إلى بعض الحقائق من السنة المطهرة، حيث أن
سؤر الهرة طاهر كونها غير نجسة: فلحديث كبشة بنت كعب بن مالك: أن أبا قتادة – والد
زوجها – دخل عليها فسكبت له وضوءاً فجاءت هرة لتشرب منه فأصغى إليها الإناء حتى شربت
قالت كبشة: فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا ابنة أخي ؟ قالت: قلت: نعم، فقال: إن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات ” وعن علي
بن الحسين، عن أنس بن مالك قال:: (خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى أرض بالمدينة
يقال لها بطحان، فقال: ” يا أنس اسكب لي وضوءاً ” فسكبت له، فلما قضى حاجته أقبل إلى
الإناء وقد أتى هر فولغ في الإناء، فوقف النبي (صلى الله عليه وسلم) وقفة حتى شرب الهر
ثم توضأ، فذكرت للنبي (صلى الله عليه وسلم) أمر الهر، فقال: ” يا أنس إن الهر من متاع
البيت لن يقذر شيئاً ولن ينجسه “.
وختم قائلا: إنه من وجه الإعجاز، إن من هذه النتائج
الطبية والتجارب التي قمنا بها في المختبرات المختصة بالجراثيم يتبين لنا أن الهر جسده
نظيف بالكامل وإنه أنظف من الإنسان العاقل،
وأن الله تعالى زود هذا القط بغدد تحمي جلده من الجراثيم وبلسان فيه نتوءات
يساعد على تنظيف الجسد ويصل إلى كل الأماكن تقريباً لوحده وحتى قمة الرأس ينظفه بظهر
كفه و أن لعابه فيه نسبة جراثيم أقل من عند الإنسان بمقدار الربع وفيه مادة معقمة ومطهرة،
و أنه عندما يشرب من وعاء يشرب منه الإنسان لا يسقط شيء من فمه في هذا الوعاء، و من
الأحاديث النبوية الشريفة التي مرت علينا يظهر لنا أن النبي عليه الصلاة و السلام عندما
اعتبر سؤر الهرة طاهر و توضأ به أنه أعطانا إشارة طبية إلى طهارة هذا الهر و إلا لما
كان توضأ بسؤره.
فسبحان الله كيف عرف النبي
(صلى الله عليه وسلم) أن الهر ليس بنجس لو لم يكن رسول الله وهو الذي لا ينطق عن الهوى.
و صدق الله تعالى عندما قال في حقه : وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى (النجم
3-4).