رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

باحث في ملف الإلحاد: لا يوجد مسلم اعتنق الدين بسبب معجزة

  • جداريات Jedariiat
  • الثلاثاء 24 ديسمبر 2024, 10:10 مساءً
  • 59
محمد سيد صالح

محمد سيد صالح

رد الدكتور محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، على سؤال ملحد يقول: ما هذا الدين المليء بالخرافات كيف تؤمنون بدين يدعي فيه نبيكم أنَّه ركب دابة، وانتقل بها من مكة إلى بيت المقدس في جزء من الليل، ثم عُرج به في نفس الليلة بعد ذلك إلى السماوات السبع في رحلة طويلة، ثم عاد وفراشه مازال دافئ، أليست هذه خرافة لا يصدقها عقل ولا منطق؟!

وقال إنه في الحقيقة أنَّه لا يوجد مسلم على وجه الأرض آمن بالإسلام، أو اعتنقه بسبب معجزة من المعجزات، أو خارقة من الخوارق، فمن هذا الذي آمن بالإسلام ورسوله بسبب أنه سمع بقصة الإسراء والمعراج، أو بسبب خارقة إكثار الطعام، أو غير ذلك؟! لا يوجد، وذلم لأنَّ الطريق إلى الإسلام لا يأتي بالإكراه، ولا بالخوارق الحسية، قال تعالى: ( لا إكراه في الدين )، وقال سبحانه: ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)، وهذه الآية تعني أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن ينزل بيننا خوارق حسية في كل وقت، وحين تجعلنا نخضع له ونسلم دون تفكير ونظر.

وشدد على أن الطريق إلى الإسلام يأتي بالبرهان الذي يملأ القلوب وبالنظر العقلي.

وذكر الباحث في ملف الإلحاد، أن هناك فرق بين الخوارق والخرافات، فالخوارق: هي أشياء تحدث على غير المألوف ينكسر بها قوانين الطبيعة، ويقوم بها ما يملك القدرة على ذلك، أما الخرافات: هي ادِّعاءات كاذبة خارجة عن قدرة المخلوق الضعيف القاصر المحدود؛ كمن يدعي أنَّه يطير على مكنسة خشبية أو يدعي أنَّه رأى كائنات فضائية مثلًا، وغير ذلك.

وتابع: نحن لا نقول أنَّ رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ هو الذي فعل ذلك بقدرته، لكن نقول أنَّ الذي اخترق قوانين الطبيعة وسخرها لعبده محمد _صلى الله عليه وسلم _ وغيره من الأنبياء هو الله _سبحانه وتعالى _، وهو مطلق القدرة، وهو الذي خلق الكون من عدم بما فيه من مجراتٍ، وكواكب، ونجوم، وشموس، وأقمار، وسماوات، وأراضين، وبحار، وأنهار، وجبال، ومخلوقات متعددة؛ من إنسانٍ، وحيوانٍ، ونباتٍ، وجمادٍ، وهو الذي أوجد قوانين الطبيعة وفعَّلها وسيرها.

وتسائل: يا ترى أيهما أشد وأعظم؛ خلق الكون بما فيه، أم خرق قوانين الطبيعة؟! بالطبع خرق قوانين الطبيعة أهونَ وأيسرَ. وبالتالي فإنَّ هذا شيء لا ينافي العقل والمنطق.

وأردف: نحن صدقنا وجود الله، وصدقنا نشأته للحياة بعدما كانت عدمًا، وصدقنا أن الله سبحانه هو الذي قنَّنَ القوانين ووضعها، وجعل الأشياء في الكون تسير وِفق تلك القوانين، فكيف لا نصدق أنَّ الله قادر على أن يجعل نبيه ينتقل من مكانٍ إلى مكانٍ  في جزء من الليل؟!

وشدد على أن الإنسان الضعيف القاصر يستطيع أحيانًا أن يخرق بعض القوانين، فعلى سبيل المثال فأبسط قوانين الطبيعة هي؛ ١+١= ٢ إن كُنتَ تملك ألف جنيه في بيتك، وألفًا في البنك، ثم جاء لص محترف واخترق حسابك البنكي وسرق الألف التي في البنك وجعل حسابك ألفًا بدلا من ألفين، أليس هذا اختراق؟ بل قانون الجاذبية الذي يعرفه الجميع يقول: إن التفاحة لو انفصلت عن الشجرة ستسقط للأسفل، في حين أنك تستطيع وضع يدك تحت التفاحة وتمنع سقوطها للأسفل، وبذلك تكون اخترقت قانون الجاذبية لجزء من الوقت.

فإن كان هذا حال الإنسان الضعيف القاصر، فكيف حال الخالق القدير مطلق القدرة؟! فهل يعجز عن خرق القوانين التي وضعها هو سبحانه؟!  بالطبع لا يعجز عن ذلك، فهو الذي يقول للشيءِ كُن، فيكون.

وواصل "صالح" حديثه مستنكرا: كيف يعترض المُلحد على أن الخالق القدير العليم القوي يقدر على اختراق قوانين الطبيعة، ويسخرها لعبد من عباده لوقتٍ ما، ثم يعتبرها خرافة في حين أنَّك كملحدٍ تعتقد أن هذا الكون الفسيح الضخم المُتقن المُنضبط بما فيه من مخلوقات بالمليارات، وكلُّ مخلوق فيه ألف عقدة، وما في الكون من ثوابت كونية، وضبطٍ دقيقٍ جاء كلُّ هذا عن طريق الصدفة والعشوائية والقدر الأعمى، فيا ترى مَن منا الذي يعتقد بالخرافات؟!

وأكد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي جاء ليحرر العقول، ويردع الخرافات، (فلولا الإسلام لظلَّ الناس يعبدون الأصنام والأوثان والأشجار؛ ظنًا منهم أنها تنفع، ولولا الإسلام لظل الناس يتطايرون ويتشاتمون، ولولا الإسلام لساد تصديق الناس لقراءة الفنجان والإيمان بالأبراج، ولولا..، أترك القوس مفتوحًا للخرافات التي هي خارج دائرة الإسلام.

واختتم مؤكدًا، أنه لم يدعي أحد من المسلمين أنَّ النبي _صلى الله عليه_ اخترق قوانين الطبيعة بنفسه، وأن الإنسان منا رغم محدوديته إلا أنَّه يستطيع خرق بعض القوانين، فكيف بالخالق سبحانه الذي خلق الكون وقنن القوانين؟! كما أت الإسلام دين جاء ليحرر عقول الناس مِن الوهم والدجل إلى العلم والفهم، فيما لم يعتنق أحد من المسلمين الإسلام بسبب تلك المعجزة أو غيرها، إنَّما صدقوا ما جاء به رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ بعدما قدم أدلة صدقه ونبوته


تعليقات