مفتي الجمهورية: العلم والفطرة والتجربة تؤكد وجود الخالق
- الإثنين 03 فبراير 2025
الباحث المشارك بالدراسة
في بحث جديد نشر في أكتوبر 2013 يقول الباحثان Axel Visel - Catia Attanasio إن كل واحد منا له وجه يختلف عن الآخر مثل بصمة
الإصبع، ويكمن السر في الجينات الخاصة بكل واحد منا، حيث تقوم هذه الجينات بترتيب نفسها
بطريقة تجعل لكل شخص وجه مميز عن غيره.
والنتيجة التي وصل إليها العلماء تؤكد وجود برامج
تشبه البرامج التي يستخدمها العلماء للتشفير في الكمبيوتر، ولذلك فمن الصعوبة أن نقبل
أن الأمر يتم عن طريق الصادفة أو التطور الطبيعي، ولو كان خلق الإنسان قد تم بفعل التطور
والانتقاء الطبيعي فإن احتمال تشابه الوجود يكون كبيراً، لأن الطبيعة تختار الأفضل
كما يقول داروين!، ومن هنا يعتقد العلماء اليوم بوجود برامج خاصة مخزنة في داخل خلايا
كل منا تدفع جيناته للانتظام والعمل بطريقة محددة وليست طريقة عشوائية. وهذا يدل على
قوة خفية وراء هذا الاختلاف في الوجوه، وفقا لموقع الإعجاز العلمي في القرآن .
وتابع: أن الباحث Axel
Visel يقوم بتجارب لإثبات أن لكل شخص في العالم بصمة وجه
حاصه به لا يشاركه فيها أحد غيره، ويقوم العلماء بمحاولة لتطوير برامج تجعلنا قادرين
على رؤية هذه البصمة والتعرف على الأشخاص من خلال وجوههم. (المرجع مختبرات بيركلي
– جامعة كاليفورنيا)، منوها في الوقت نفسه إلى أن القرآن، قد خص وجه الإنسان في كثير من الآيات وربطه بسمات محددة وبخاصة المسلم الذي
يكثر من السجود لله، قال تعالى: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)
[الفتح: 29]. فهذه آية تؤكد أن ملامح الوجه تتغير نتيجة تصرفات محددة يقوم بها الإنسان.
وأردف قائلا: كم تمنيت لو يقوم أحد علماء المسلمين
بتجربة لاختبار وجوه أناس ملحدين لم يسجدوا لله سجدة واحدة، ومقارنتها بوجوه مؤمنين
يحافظون على الصلاة وقيام الليل والإكثار من السجود كما قال المصطفى صلى الله عليه
وسلم لمن سأله عن القرب منه يوم القيامة: (فأعني على نفسك بكثرة السجود)!، ولذلك فقد
ركز القرآن على الوجه وأهميته وبخاصة في العبادة والتوجه والإخلاص لله تعالى.. قال
تعالى: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) [الأعراف:
29].
وأضاف قائلا: إنه يمكن القول إن بصمة الوجه تتغير نتيجة تصرفات البشر،
ولكنها تبقى مميزة لكل واحد منهم ويبقى لكل إنسان بصمته الخاصة. وقد عبر القرآن عن
هذه البصمة بالسمة أو العلامة المميزة، وبالتالي فإن المجرم سوف يُعرف يوم القيامة
بسماته أو بصمته في منطقة الناصية. قال تعالى: (ُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ
فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ) [الرحمن: 41]، وكذلك هذه البصمة أو السمة
سوف تكون واضحة يوم القيامة للمؤمنين، قال تعالى: (وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ
كُلًّا بِسِيمَاهُمْ) [الأعراف: 46].
ولكن في الدنيا هناك سمات لمن يتعفف عن سؤال الناس
أعطوه أو منعوه، قال تعالى: (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ
تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا) [البقرة: 273]، وقال
أيضاً مخاطباً حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم: (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ
فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ) [محمد: 30]. فلو شاء الله لجعل النبي يرى هذه السمات
الخاصة بالمنافقين، إذاً بصمة الوجه أو سمات الوجه تميز كل إنسان منا، والمنافق له
سمات خاصة لا نستطيع رؤيتها، ولكن الله قادر على إظهارها.. واليوم سخر الله علماء وأعطاهم
القدرة على اختراع أجهزة تستطيع أن تميز هذه البصمة.
وختم قائلا: إن النتيجة أن القرآن يأتي دائماً مطابقاً
وموافقاً للحقائق العلمية.. وهذا يشهد على أنه كتاب الحقائق وليس كتاب أساطير كما يدعي
بعضهم.. والحمد لله على نعمة الإسلام.
نقلا عن موقع أسرار الإعجاز العلمي