هيثم طلعت يكشف القصة الكاملة للملحد طالب العبدالمحسن.. ويؤكد: المد الإلحادي طوفان فاجر
- السبت 21 ديسمبر 2024
بديع الزمان
ويذكر أن الجزري، ولد في منطقة جزيرة ابن عمر التي تقع
اليوم في الأقاليم السورية الشمالية على نهر دجلة، ثم عمل كرئيس المهندسين في ديار
بكر (آمد) شمال الجزيرة الفراتية. حظي الجزري برعاية حكام ديار بكر من بني أرتق، ودخل
في خدمة ملوكهم لمدة خمس وعشرين سنة، وذلك ابتداء من سنة 570هـ/1174م، فأصبح كبير مهندسي
الميكانيكا في البلاط. صمم الجزري آلات كثيرة ذات أهمية كبيرة كثير منها لم يكن معروفا
في أي مكان في العالم من قبل. من آلاته: آلات رفع الماء وساعات مائية ذات نظام تنبيه
ذاتي وصمامات تحويل وأنظمة تحكم ذاتي وكثير غيرها شرحها في مؤلفه الرائع المزود برسومات
توضيحية الذي أسماه «اَلْجَامِع بَيْنَ اَلْعَلَمِ وَالْعَمَلِ اَلنَّافِعِ فِي صِنَاعَةِ
اَلْحِيَلِ.
وقد استطاع هذا المهندس
المسلم ابتكار المضخة؛ وهي عبارة عن آلة من المعدن تدار بقوة الريح أو بواسطة حيوان
يدور بحركة دائرية، وكان الهدف منها أن ترفع المياه من الآبار العميقة إلى سطح الأرض،
وكذلك كانت تُستعمل في رفع المياه من النهر إذا كان منخفضًا إلى الأماكن العليا، وهذه
المضخة هي الفكرة الرئيسية التي بُنيت عليها جميع المضخات المتطورة في عصرنا الحاضر
والمحركات الآلية كلها ابتداء من المحرك البخاري الذي في القطار أو البواخر إلى محرك
الاحتراق الداخلي الذي يعمل بالبنزين كما في السيارة والطائرة.