مركز حصين: الله فطر كل الناس على الإقرار به ربا خالقا لهذا الكون
- الأربعاء 18 ديسمبر 2024
الفطرة هي اللإسلام ـ تعبيرية
قال مركز حصين المختص في محاربة الإلحاد والرد على الشبهات، إن الله ابتدأ كل مولود من بني آدم بقلب سالم من الكفر والاعتقادات الفاسدة، متوجه لقبول الحق والهدى إذا لم يؤثر فيه شيء، وتلك هي الحنيفية: ملة الإسلام، وهكذا يكون كل إنسان عندما يأتي إلى الدنيا، شأنه كالشاة الوليدة التي تأتي إلى الدنيا كاملة لا نقص فيها ولا عيب، ثم يقطع أصحابها أذنها، وهكذا الإنسان يولد على فطرة الإسلام، ثم يأتي الأبوان وأولياء الشيطان فيخرجونه من نور الفطرة إلى ضلال الوثنية واليهودية والمجوسية والنصرانية واللادينية.
ولفت في موضوع خطبة الجمعة، الذي نشره عبر حسابه الرسمي، إلى ما قاله النبي ﷺ: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة -وفي لفظ: إلا على هذه الملة-، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ (يعني: هل ترون ما يولد منها مقطوع الأذن؟)»، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها﴾ [الروم: ٣٠] .
وشددت الخطبة على أن الله فطر كل الناس على الإقرار به ربا خالقا لهذا الكون، سخر الشمس والقمر، يرزق كل مخلوق ويدبر أمره. قال الله: ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون[العنكبوت: ٦١]. وقال الله: ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون[العنكبوت: ٦٣].
وبينت أنه ما من إنسان إلا وهو مفطور على التوجه إلى الله، ولذلك تجد المشرك يتوجه إليه في الشدائد، ويستغيث به في النوائب، ينكسر حينئذ طغيانه، وينسى كل طواغيت الأرض، ويتوجه بقلبه ووجهه إلى رب الأرض والسماء منيبا إليه، قال تعالى: وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه[الزمر: ٨].، وقال سبحانه: وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا[الإسراء: ٦٧].
ولفتت إلى أن الفطرة هي الإسلام، لذا كان النبي ﷺ يقول إذا أصبح وإذا أمسى: «أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد ﷺ، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين»، وما من شيء دعا إليه الإسلام من بر وحق إلا والفطرة السوية تقبله وتريده، وما من شيء نهى عنه الإسلام من باطل وإثم، إلا والفطرة السوية تأباه وتدفعه.
وأشارت إلى إنه إذا ما سألت كل إنسان سوي الفطرة عن المحاسن، تجده يرى العدل والرحمة والإحسان والصدق وإغاثة الملهوف ونصر المظلوم ومعونة المكروب والعفة وأداء الأمانة من محاسن الأخلاق وعظيم الشمائل، وتجده يرى الظلم والفساد والعدوان والكذب وانتهاك الأعراض والخيانة والكذب من خبيث الأخلاق ودنيء الصفات.
وإذا ما سألت كل سوي الفطرة -على اختلاف أجناسهم وتباين لغاتهم- عن ستر العورات، والزواج بين الرجل والمرأة، واحترام كيان الأسرة، وتوقير الأبوين، تجدهم جميعا يحترمون ذلك ويجعلونه مقررا لا جدال في حسنه وجماله، ثم سلهم عن التعري واللواط والشذوذ الجنسي وهدم الأسر وعقوق الوالدين، تجدهم لا يختلفون أنه لا يفعله إلا من فسدت فطرته وانتكست نفسه، قال سبحانه: فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون[الروم: ٣٠].