لماذا أمر النبي بقتل الفواسق؟.. إليك ما أثبته العلم الحديث

  • أحمد نصار
  • الجمعة 13 ديسمبر 2024, 7:03 مساءً
  • 77
الفواسق

الفواسق

قد روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خمسٌ من الدوابِّ، كلهنَّ فاسقٌ، يُقتلن في الحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور” (رواه البخاري ومسلم)، في هذا الحديث النبوي الشريف، يبيّن لنا الرسول أن هناك بعض الكائنات التي يجوز قتلها حتى في “الحرم الشريف”، رغم قدسية المكان. وهذه الكائنات تُعرف بـ”الفواسق”، لأنها تفسد وتؤذي، وكأنها أشواكٌ في جسد المجتمع يجب إزالتها للحفاظ على سلامته. والحكمة من ذلك هي حماية الإنسان من الأضرار المباشرة التي تسببها هذه المخلوقات.

أما عن التفسير العلمي وتفاصيل الآفات،يقول الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فراس وليد، إن الغراب، هو طائر ذكي يتمتع بقدرة عالية على التعلم والتكيف، لكنه يشبه المتطفل الذي يبحث في القمامة والجثث عن غذائه، لافتا إلى أن مخاطره الصحية: بسبب اعتياده على البحث في مكبات النفايات والمناطق الملوثة، يحمل الغراب معه العديد من مسببات الأمراض، مثل فيروس غرب النيل. هذا الفيروس كزائر غير مرحب به، يسبب للإنسان أعراضًا تشبه الإنفلونزا، وقد يتفاقم ليؤدي إلى التهابات خطيرة في الدماغ والأعصاب، وقد يكون مميتًا في بعض الحالات.

وتابع: أن الدراسات أظهرت أن الغربان يمكن أن تكون حاضنة لفيروسات تصيب الطيور والبشر، مما يجعلها مصدر خطر خاصة في المناطق المزدحمة بالبشر.

وتطرق إلى الحدأة كونه طائر جارح يتغذى على اللحوم، سواء كانت طرائد حية أو بقايا حيوانات ميتة، وهو كعامل النظافة في الطبيعة، ومخاطره الصحية: بتغذيته على الجثث، يكون الحدأة عرضة لحمل بكتيريا ضارة مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا، التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان مباشرة أو عبر تلويث البيئة. كما أنه قد يسبب مشاكل في المناطق القريبة من المطارات، حيث يزيد خطر اصطدامه بالطائرات، منوها إلى أنه من المدهش أن الحدأة قد تتسبب في اندلاع الحرائق، حيث لوحظ أنها تحمل في منقارها أو مخالبها أعوادًا مشتعلة، فتسقطها دون قصد، مما يشعل النيران في المناطق الجافة.

وأشار إلى العقرب كونه من المفصليات، يتميز بذيل ينتهي بإبرة سامة، كالمحارب الصغير الذي يحمل سلاحًا خطيرًا، بينما مخاطره الصحية: لسعة العقرب تشبه طعنة السم، حيث يحقن سمه في جسم الإنسان، مما يسبب ألمًا حادًا وتورمًا موضعيًا. وقد تتفاقم الأعراض إلى صعوبة في التنفس وتسارع ضربات القلب والتشنجات، خاصة لدى الأطفال وكبار السن أو من يعانون من ضعف المناعة، بينما الفأرة، من القوارض الصغيرة التي تشاركنا بيئتنا، لكنها ضيف ثقيل الظل يلوث الغذاء والمياه، بينما مخاطرها الصحية: الفئران كناقلة سرية للأمراض، تحمل معها:

الطاعون: مرض بكتيري ينتقل عبر البراغيث التي تعيش على القوارض، وقد حصد أرواح الملايين عبر التاريخ.

السعار: عدوى فيروسية قد تنتقل من لدغة فأر مصاب، رغم ندرة هذه الحالات.

التيفوس: مرض بكتيري يؤدي إلى حمى وطفح جلدي، ويعد خطيرًا إذا لم يُعالج.

لافتا إالى أن أبحاث علمية، راحت تشير إلى أن الفئران تلعب دورًا كبيرًا في نقل الأمراض، بسبب وجودها المستمر بيننا وصعوبة السيطرة عليها، وكذلك الكلب العقور، وبقصد به الحيوان المفترس أو الكلب المصاب بالسعار، وهو كالعدو الخفي الذي يحمل في لعابه فيروسًا قاتلًا، ومخاطره الصحية: داء الكلب مرض فيروسي يصيب الجهاز العصبي، ينتقل من لعاب الحيوان المصاب إلى الإنسان عبر العضة. تبدأ الأعراض بحمى وصداع، وتتصاعد إلى تشنجات وشلل، ويصبح المرض مميتًا إذا لم يُعالج فورًا.

وختم قائلا: إن تطابق الحديث مع العلوم الحديثة، كان مدهشا، حيث أثبت العلم الحديث أن هذه الكائنات تشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الإنسان وسلامته. وما جاء به الحديث الشريف قبل قرون، يبرز التوجيه الإلهي الذي يحمي الناس من الضرر، وكأن الرسول بنور النبوة قد سبق عصره في توجيهاته، كما أن هذا الحديث الشريف يعد تكاملًا رائعًا بين الدين والعلم، حيث يقدم الإسلام توجيهات وقائية تحمي الإنسان من المخاطر المحتملة. وكأن الشريعة الإسلامية درعٌ واقٍ، يسبق العلوم الحديثة في الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع.

 

 

تعليقات