هيثم طلعت: إبهار النظام المعلوماتي الذي يُشفر للكائنات سيظل حَجَر عثرة في وجه الإلحاد
- الأربعاء 25 ديسمبر 2024
كشف الباحث في ملف الإلحاد محمد سيد صالح، عن صحة قول البعض "الإنسانية قبل التدين"، وذلك في كتابه "100 شبهة حول الإسلام".
وبين أنه لنعرف صحة
المقولة من خطئها، علينا أن نعرف مفهوم كلٍّ من الإنسانية والدين، فالإنسان مخلوق يتصف بخصائص تميزه عن سائر
المخلوقات؛ كالاتصاف بالإرادة والقصد، وحرية الاختيار بين الحق والباطل، والخير
والشر، والجمال والقبح.
أما الدين، وبحسب
محمد سيد صالح، فهو الميزان العادل الذي يضبط مقاييس اختيار الإنسان بين الحق
والباطل والخير والشر، فأي فعل يصدر من الإنسان يُعد فعلًا إنسانيًا، وما دام
الإنسان يصدر منه الخير ويصدر منه الشر؛ إذن كل شر يصدر منه يسمى (فعل إنساني)، ولأن الإنسان يميل للباطل وللشر أحيانًا، وأحيانًا
أخرى يستسيغ الأفعال القبيحة، فربما يرى القبح جمالًا، والشر خيرًا!
وضرب مثالا على ذلك، قال فيه: "لو شاب تعرف
على فتاة وكوَّن معها صداقة، ومع غيرها وغيرها، لربما يرى بعد ذلك أن تلك الصداقات
جائزة؛ لذا فلا بد من ميزان عادل يضبط له هذا المعيار الخاطئ؛ ألا وهو الدين".
وتسائل: من الذي يسرق على مر العصور؟ الإنسان، إذن السرقة جريمة إنسانية
والدين حرمها، ومن الذي يقتل
على مر العصور؟ الإنسان، إذن القتل جريمة إنسانية والدين هو الذي حرمه، ومن الذي يغتصب، ويتحرش ويكذب وينصب و..؟
الإنسان، والدين هو الذي حرم هذه الأفعال، وهلم جرًا.
وتابع: عليه فإن الأفعال
الإنسانية دائمًا ناقصة وقاصرة؛ لأنها تصدر من الإنسان الناقص القاصر، فالدين دائمًا كامل؛ لأنه من الله عز وجل
الكامل الكمال المُطلق.
وأردف: هل يا ترى بعد هذا التوضيح نُقدم الإنسانية التي هي من الإنسان على
الدين، الذي هو من عند الله أم العكس؟! الإجابة لكم، ولو قال قائل: المقصود بالإنسانية هي أفعال
الخير فقط، فهل يظن عاقل أن دين الله من الممكن أن يأمرك بشر، فكيف تقدم الإنسانية
عليه؟!
ولو قال قائل: المقصود أن تعدد الأديان يتسبب أحيانًا في خلافات، لذا نستبعد الأديان كلها، ونقرب الإنسانية، فهذا يُعد قدحًا وسبًا في كل الأديان، ومن بينهم الإسلام، ومع كونه فعل إنساني، إلا أنه سيغضب كل متدين محب لدينه، وهنا تكون قد فشلت الإنسانية.