أكاديمية بناء تحتفل بتخريج الدفعة التاسعة في حفل علمي فريد لنقد الإلحاد
- السبت 19 أبريل 2025
القرآن
قال الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية، هشام طلبة، إن القرآن بالدرجة الأولى كتاب هداية. وقد رُتِّبَ ترتيبًا موضوعيًّا مثل لآلئ العقد الواحد.. سورة بعد سورة، وآية بعد آية، بل ولفظ بعد لفظ، منوها إلى أن هذا علم قديم منذ أبي بكر النيسابوري وابن العربي الذي قال: ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى يكون كالكلمة الواحدة، وكذلك الفخر الرازي والسيوطي والبقاعي الذي أفرد لذلك تفسيرًا كاملًا ( نثر الدرر في تناسب الآيات والسور ) وممن خاضوا في هذا العلم (علم المناسبة ) حديثًا: أبو الأعلى المودودي، وسعيد حوى في تفسيره الأساس حيث يرى مثلًا أن السور السبع اللاحقة بسورة البقرة مفصلة للآيات الأولى فيها، ومنهم كذلك سيد قطب الذي تكلم عن التناسق الفني في القرآن ومنه التسلسل المعنوي بين الأغراض في سياق الآيات والتناسب في الانتقال بين غرض إلى غرض.
وأشار إلى إعجاز المناسبة من خلال ذكر لفظ معين في
سورة معينة بمعدل أعلى من بقية السور، كذكر لفظ الجلالة في سورة المجادلة بمعدل أعلى
من بقية السور القرآنية، والذي نراه أن السبب هو أن موضوع السورة هو النجوى – ذكرت
فيها بمشتقاتها ست عشرة مرة – و النجوى هي الكلام في السر والسر لا يكون على الله عز
وجل لأنه تعالى متواجد معنا، فكما تقول آية كريمة في ذات السورة:{.. مَا يَكُونُ مِنْ
نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ
وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا
ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ (7)}
وتابع: أن السورة القرآنية مع أنها ذات موضوع محدد
غالب لكنها لا توجد كالمقالة في جريدة في ذات الموضوع من أولها إلى آخرها، لكنها باستخدام
التسلسل المعنوي، إذ ينتقل الذهن من الشيء إلى ما يشبهه وإلى ما يقابله، وبهذا يتمكن
القول ومعناه من النفس(3) فحتى لا يمل المستمع تبدأ السورة القرآنية – الطويلة خاصةً
– بمقدمة عن القرآن نفسه أو عظمة المولى عز وجل ثم تمهد لموضوع السورة الذي تخوض فيه
بعد ذلك ثم بلطفٍ شديد في مواضيع مشابهة أو مقابلة ثم يعود رويدًا إلى موضوع السورة
الذي يختم به أو يختم كما بدأ ويمهد خلال تلك الخاتمة للسورة اللاحقة.
وختم قائلا: إنه من العجيب أن نجد هذه العظمة في ترتيب الآيات والسور مع أن القرآن لم يرتب حسب تاريخ نزول كل آية أو سورة وعلى مدى نيف وعشرين سنة نزل فيها، إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول كل آية يأمر الصحابة أن يضعوا كل فقرة في موضع يحدده بنفسه صلى الله عليه وسلم كما أسلفنا.
نقلا عن شبكة الدفاع عن السنة