كيف أنصف الإسلام المرأة وضمن جميع حقوقها؟.. باحث في ملف الإلحاد يوضح
- الجمعة 20 ديسمبر 2024
قال المهندس شبل جمال، إنه لم تُكتَشف الذرة ومكوناتها من بروتون ونيوترون والكترون وكواركات ولم تُدرَج مع الحقائق العلمية المتداولة لدى عامة الناس إلا في بدايات القرن التاسع عشر بعد ثورات وبحوث علمية مضنية استثمرت جهود عدد كبير من أرقى علماء التاريخ واشهرهم نبوغا وذكاء.
وبين
أن القصة بدأت مع اكتشاف العالم دالتون للذرة عام 1808م وتوصل إ‘لى أن المادة
تتكون من دقائق صغيرة غير قابلة للإنقسام تسمى (الذرات)، بحيث تكون ذرات العنصر
الواحد متشابهة فيما بينها ومختلفة عن ذرات العناصر الأخرى.
ثم
اتت ثورة العالم ثومسون عام 1897 باكتشاف الالكترون ذو الشحنة السالبة حيث وضع
نموذجا للذرة افترض فيه بأن الذرة متعادلة كهربيا، حيث تتكون من جسم صلب متجانس
موجب الشحنة تتوزع فيه الالكترونات السالبة بانتظام، وللإلكترون جسيم مضاد يُطلق
عليه علميا البوزيترون Positron وهو يتطابق مع الإلكترون في الصفات والخصائص الفيزيائية كافةً، فيما
عدا الشحنة الكهربائية؛ إذ يحمل البوزيترون شحنة كهربائية موجبة.
وبين أن بعد ذلك أتت ثورة العالم رذرفورد عام 1909م حيث
اكتشف البروتون ذو الشحنة الموجبة وأنشأ نموذج للذرة افترض فيه بأن مركز الذرة
يتكون من نواة موجبة الشحنة والإلكترونات تدور حولها. والعدد الذري Atomic Number يطلق على عدد البروتونات المتواجدة في
نواة الذرة الواحدة وهو المعيار الذي تم من خلاله ترتيب العناصر الكيميائية في
الجدول الدوري.
وتابع: للبروتون جسيم مضادة يدعى (مضاد البروتون) Antiproton وهو يتطابق مع البروتون من ناحية الكتلة والعزم المغزلي spin وله شحنة كهربائية مساوية لشحنة البروتون إلا أنها شحنة سالبة.
وواصل: ثم اكتشف النيوترون المتعادل كهربيا
على يد العالم جيمس شادويك عام 1932م، وباختلاف عدد النيوترونات في نواة الذرة مع
بقاء العدد الذري ثابتا (البروتونات) تتكون نظائر العناصر الكيميائية Isotopes مثل اليورانيوم الذي يمتلك ثلاثة نظائر
رئيسية في الطبيعة، حيث يتم من خلال خاصية انحلال اليورانيوم الى الرصاص تحديد أعمار
أقدم الصخور المتواجدة على سطح الأرض، وكذلك الكاربون 14 وهو نظير مُشع من نظائر
الكربون، وزنه الذري 14، وهو أثقل من الكربون العادي الذي يقدر وزنه الذري بحوالي
12,011 حيث يستخدم في تحديد احافير الكائنات الحية المختلفة كي يتسنى للعلماء
تحديد أعمار العصور البيولوجية التي مرت على الأرض في عصور سابقة مصداقا لقوله
تعالى (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ). وكذلك
استفاد الأطباء من الذرات المشعة في الكشف عن الوظيفة الأيضية أو الكيميائية
الحيوية لأنسجة وأعضاء جسم الانسان ومثال على ذلك تقنية التصوير المقطعي بالإصدار
البوزيتروني
(Positron emission tomography) حيث تُحقَن مادة مشعة داخل أحد الأوردة في يد المريض أو ذراعه.
وأكمل: بعد ذلك،
تتجمع المادة المشعة في مناطق الجسم التي تكون بها مستويات أعلى من النشاط الأيضي
أو الكيميائي الحيوي، مما يساعد غالبًا على تحديد موقع المرض كما في الصورة ادناه.
كما استطاع
العلماء بناء الساعة الذرية التي تعتمد في عملها على اشعاع ذرة السيزيوم وهي من
أكثر الساعات التي اخترعها الانسان دقة حيث تصل نسبة الخطأ فيها الى ثانية في
اليوم الواحد.
وأكمل: حتى وصلنا الى الثورة العلمية المتمثلة
باكتشاف الكوارك عام 1964 على يد العالمان موراي جل-مان وجورج زويج وهو اللبنة
الاساسية لبناء النيوترونات والبروتونات المكونة لنواة الذرة واللذان يتحدد من
خلال مجموع عددهما (النيوترونات والبروتونات) الكتلة الذرية لذرة العنصر Atomic Mass. وللكواركات جسيمات مضادة مثل بقية
الجسيمات الأولية تدعى "مضاد الكواركات" Antiquarks.
وذكر:
عندما تكون تلك الجسيمات التي ذكرناها آنفا ومضاداتها بحالة كمية مناسبة فإنهما
سيفنيان بعضهما البعض لحظة اصطدامهما Annihilation ويتحولان إلى طاقة (فوتونات) في نهاية المطاف وهي صورة من صور تحول
المادة إلى طاقة، وكذلك بإمكاننا إنتاج زوج من الإلكترون والبوزترون بواسطة اصطدام
شعاعين من فوتونات غاما Pair production وهي صورة من صور تحول الطاقة الى مادة، وهذين المثالين يخضعان لمبدأ
حفظ الكتلة-الطاقة الذي أوجده آينشتين في معادلته الشهيرة E=mc^2 (طاقة الجسم تساوي كتلته مضروبة بسرعة الضوء
تربيع) والتي تم من خلالها صنع القنبلة الذرية.
وقد
يقول قائل بأن الفيلسوف اليوناني ديموقريطس هو أول من أشار إلى أن المادة تتكون من
ذرات، لكن الحديث هنا عن أول بحث علمي مبني على منهجية علمية صحيحة قائمة على أساس
التجربة والتفسير العلمي الصائب.
حيث
أطلق ديموقريطس على هذه الذرات مصطلح (atom) وهي كلمة إغريقية تعني شيء غير قابل للتجزئة ظنا منه بأن الذرة لا
يمكن أن تتجزأ الى جسيمات اصغر منها حجما وهذا ما أثبت عدم صحته فيما بعد. وهو ذات
الخطأ الذي وقع فيه دالتون بعد أكثر من 2000 سنة من ديموقريطس.
واستعرض كيف صحح القرآن تلك المعلومة.
وشدد
على أن الثورات العلمية التي أدت إلى اكتشاف الجسيمات المكونة للذرة لم تبدأ إلا
بعد عام 1897م، ففي بداية الأمر اكتشفت الذرة بطريقة علمية وممنهجة بعد نزول القرآن
بـ 1178 سنة والإلكترون بعد 1267 سنة والبروتون بعد 1280 سنة والنيوترون بعد 1300
سنة واخيرا اكتشف الكوارك بعد 1330 سنة من نزول خاتم الكتب السماوية القرآن
الكريم. والله اعلم إن كنا سنتوصل يوما ما إلى جسيمات مكونة للكواركات مع التقدم
العلمي والتقني والتكنولوجي في المستقبل.
قال
تعالى في الآية رقم 3 من سورة سبأ (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا
السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ لَا
يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا
أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ).
وعلق على ذلك
بالقول: تأمل معي عزيزي القارئ قوله تعالى في (وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ) ففي
هذه الكلمات الكريمة إشارة واضحة وصريحة إلى حقيقة وجود جسيمات أصغر من الذرة أي أن
الذرة ليست الجزء الذي لا يتجزأ من المادة كما كان يظن دالتون في نظريته كما أسلفنا،
بل إن هنالك ما هو دون الذرة (أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ) والتي تعتبر من مكونات الذرة
الأساسية مثل البروتون والنيوترون والإلكترون والكوارك.
وأردف:
كذلك يمكن أن نجمع بين تلك الآية التي أشارت إلى الذرة وجسيماتها وبين آية (وَمِن
كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ونتأمل جملة ( وَمِن
كُلِّ شَيْءٍ) التي تشير الى أن كل ما في الكون مخلوق بزوجية ومنها الذرة
والجسيمات المكونة للذرة (بروتون، الكترون...) التي خلقها الله تعالى بزوجية مع
نضيراتها من الأجسام المضادة وهذا ما أثبته العلم الحديث.
وكذلك تمتلك بعض
الذرات في الطبيعة ذرات مضادة لها مثل الهيدروجين ومضاد الهيدروجين حيث يكمن جوهر
الاختلاف بين هاتين المادتين في طبيعة الجسيمات الدائرة حول النواة، حيث تدور
الالكترونات حول نواة ذرة الهيدروجين، اما ذرة الهيدروحين المضاد فإن الجسيمات
الدائرة حول نواتها هي البوزيترونات (مضاد الالكترون).
وأوضح أن تلك الآيات الكريمات اختصرت البحوث
العلمية التي تلت نزول القرآن بأكثر من 11 قرنا من الزمن بكلمات معجزة وبسيطة أكدت
من خلالها على أن المادة تتكون من ذرات دقيقة قابلة للتجزئة إلى جسيمات أصغر منها
وأكدت كذلك على وجود المادة والمادة المضادة.
وأشار إلى أنه من المحزن أن نجد تلك الأبحاث العلمية قد أجريت على أيدي علماء غربيين لم يقرؤوا القرآن وآياته وكلماته المعجزة التي أعطت نبذة مختصرة عن الذرة وأسرارها على الرغم من وجود عدد كبير من علماء المسلمين الذين مروا على تلك الآيات الكريمة لمرات عديدة ولكن ومع الأسف الشديد لم يتحرك بداخلهم شغف البحث العلمي القائم على أساس التجربة والاستنتاج كي يتوصلوا إلى حقائق علمية أشارت إليها تلك الآيات قبل أكثر من 1440 عام لما في تلك الحقائق من منافع جمة في شتى مجالات الحياة العلمية منها الطبية، البيولوجية، الجيولوجية، علوم الآثار وغيرها.