أكاديمية بناء تحتفل بتخريج الدفعة التاسعة في حفل علمي فريد لنقد الإلحاد
- السبت 19 أبريل 2025
الأنعام
قال الباحث في ملف الإعجاز العلمي في القرآن الدكتور محمو عبد الله نجا، أستاذ بكلية الطب جامعة المنصورة، إنه لو كان القُرآن من قول البشر لقال بخروج اللبن من بطون الأنعام من بين فرث ودم، مثلما قال بخروج العسل من بطون النحل، أو بخروج الطفل من بطن أمه، فاللبن لا يُخلق في بطون الأنعام كما يُخلق العسل في بطون النحل ثم يخرج منها، أو كما يُخلق الجنين في بطن أمه ثم يخرج منها، فاللبن يُستخلص في ضروع الأنعام من بعض مكونات الفرث، ومن بعض مكونات الدم، والفرق بين الخروج والخلوص كبير.
وبين أن الله سبحان وتعالى يقول (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ)، وفي الآية تقديم وتاخير، فقدم الله ذكر الفرث والدم على ذكر ما اسقاه لنا وهو اللبن الخالص السائغ، فيكون أصل السياق كالتالي (وإن لكم في الأنعام لعبرة، نسقيكم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين، مما في بطونه من بين فرث ودم)، فأصبح تكون اللبن كالآتي: استخلاص بواسطة الضروع، كما أنه لا تقوم الضروع بالاستخلاص إلا بعد أن تحمل إناث الأنعام بواسطة الذكور، ولذا قال الله بطونه بالتذكير ولم يقل بطونها بالتانيث، لأن اللبن لن يستخلص بواسطة الضرع من غير تلقيح الذكور والحمل، والعرب إذا ذكرت الذكور مع الإناث، فإنها تشير للكل بالتذكير وليس بالتانيث.
وـوضح أنه إذا كان استخلاص اللبن من بطون الأنعام يعتمد على الذكور فتم تذكير البطون (بطونه)، فإن خروج العسل من بطون النحل لا يكون إلا من الإناث، ولا يحتاج للذكور في شيء، ولذا أنث الله بطون النحل فقال (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه)، وحتماً هذه ليست صُدفة، بل تعمُد من لدن خبير عليم، فمن أصدق من الله قيلا.
وأردف قائلا: إنه بإستخلاص اللبن في الضروع يكون من بعض مكونات الفرث، ومن بعض مكونات الدم، من الفرث المُغذيات، ومن الدم ما تم إمتصاصه من الفرث، وعديد من الهرمونات التي تهيء الضرع لإستخلاص وتكوين وضبط الضغط داخل الضرع لتسهيل خروج اللبن.
وأكد الإعجاز في استخلاص اللبن من بطون الأنعام من بين فرث ودم، مختلف عن الإعجاز في خروج العسل من بطون النحل، مع أن كلها بطون، وكلها أشربة، ولكن دقة القرآن دلت على أنه من عند الله الخالق العليم .