الأسرار الخفية في أصغر الكائنات الحية!

  • أحمد نصار
  • الإثنين 09 ديسمبر 2024, 9:28 مساءً
  • 179
الكائنات

الكائنات

هناك كائنات حية تقريبا لا نراها بالعين المجردة، وسبحان الله تظل هذه الكائنات الدقيقة والصغيرة جدا تسرح وتمرح يمينا ويسارا ، وتتكاثر داخل خلايا الكائنات الحية دون أن يعرفهاأحد أو يراها لآلاف السنين.

ومن جانبه يقول الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن، الدكتور نظمي خليل أبو العطا، إن هناك كائن حي واحد لا يرى قد تسبب في حدوث الأمراض الفتاكة للإنسان والحيوان والنبات والبكتيريا, ومع ذلك لم يمكن التعرف عليه, فإذا كان طول الخلية البكتيرية (1.5) ميكرومتر ( الميكرومتر واحد من ألف من الملمتر), فإن حجم هذا الكائن يعادل (60) نانومتر( النانومتر واحد على ألف من الميكرومتر ), فهو في داخل الخلية البكتيرية الدقيقة كالبذرة الصغيرة في داخل الثمرة الكبيرة, أي لو مثلنا حجم البكتيريا بالبرتقالة الكبيرة فإن حجم هذا الكائن بالنسبة لها كالبذرة الواحدة داخل البرتقالة, انه الكائن العجيب الذي ينفذ من مسام أدق المرشحات البكتيرية التي تحتجز البكتيريا من السوائل عند تعقيمها بالترشيح.

وتابع: أنه من عجائب هذا الكائن أنه لايعيش إلا في داخل خلايا الكائنات الحية, حيث يحيا ويتكاثر بصورة مهوله ومفزعة, أما خارج خلايا الكائنات الحية فهو كبللورة الملح أو السكرالميتة أو الماسة العجيبة, ولذلك هو ينتشر في الهواء والماء والأجساد بطريقة سريعة ومفزعة , فقد استطاع أحد أنواع هذا الكائن الحي القضاء على عشرين مليون شخص في شهرين فقط .

وأكمل: وهو الآن يحدث أخطر الأمراض العصرية, واحتار العلماء والباحثون في علاجه , ويعود السبب في ذلك إلى قلة العلم بخصائصه الحيوية , وسرعة تغييره لتركيبه التي تعود إلى بساطة تركيبه إذا ما قورن بالبكتيريا والفطر فخليته تتكون عادة من الجزء الداخلي النووي , والجزء الغلافي البروتيني, ولذلك يخرجه الباحثون من دائرة التركيب الخلوي المعهود.

وأشار إلى أنه من خصائص هذا الكائن الحي أنه إجباري التطفل، حيث يحتاج إلى الخلايا الحية لاتمام عملياته الحيوية , وذلك لغياب العضيات الخلوية اللازمة لاتمام العمليات الحيوية في الخلايا الحية , لهذا فهو انتهازي استعماري خطير، يحدث عملية تطهير عرقي حيوي للخلايا التي يستعمرها, حيث يسخر كل امكانات هذه الخلية لمنافعه الشخصية فتنشغل الخلية المستعمرة في تلبية طلبات هذا المستعمر الاستيطاني الخطير .

 ولفت إلى أن أحد هذه الكائنات يشبه مركبات الفضاء الحالية و له قاعدة بزوائد مماثلة لتلك الزوائد التي تهبط بها المركبات الفضائية على سطح القمر، وله وصلة عليا تحمل رأس مسدس الشكل وله مثقاب يثقب به جسم الخلية، التي يتطفل عليها, ويستخدم الزوائد للهبوط والالتصاق بالخلية , وعنده آلية يخترق بها جدر حصون عائله, ثم يصب جام غضبه ويدخل محتوياته الداخلية إلى جسم العائل وهنا تحدث عملية انتشار سريعة ورهيبة أشد من انتشار الغزاه في المستعمرة الضعيفة المنهارة, وتقوم تلك الجزيئات باستغلال خيرات الخلية ومحتوياتها الحيوية ومراكز صنع القرار فيها  ثم يصدر تعليمات خاطئة ومشددة تؤدي إلى تسخير محتويات الخلية المستعمرة لتكوين وحدات من الكائن الغازي, وهنا تنفذ محتويات الخلية المستعمرة  وبعد أن تصبح الخلية المستعمرة قاعاً صفصفا وتستهلك محتوياتها يفجر هذا الكائن جدار الخلية وينتشر في الخارج بالملايين في عملية غزو لمستعمرات خلوية أخرى، وهكذا يعيد هذا الكائن المسمى باللاقم البكتيري (Bacteriophage ) نفسه, ويعيد انتشاره، ويوسع مستعمراته.

   وأوضح أن هذه الكائنات تتميز كونها متخصصة في طفيلاتها فالذي يتطفل على نبات معين لايعدي غيره , والذي يتطفل على حيوان معين لايعدوه إلى غيره , وهناك أنواع منها مشتركة بين الانسان والحيوان , والحيوان والحيوان , واخرى خاصة بالنبات أو البكتيريا، فعندما يدخل هذا الكائن الوحدات الوراثية الخاصة به إلى داخل الخلية كما قلنا سابقاً فإنها تصنع لها وحدات مشابهة من محتويات الخلية ثم تصنع لها أغطية وأغلفة وتعيد دورة الحياة , ويتكاثر الكائن بتضاعف جزيئات DNA أو RNA والآن بكل تأكيد لقد عرفتم اسم هذا الكائن الخطير انه الفيروس الذي خفي عن البشرية سنين عديدة وعندما ظهر أربكها , وأحدث هرجاً ومرجاً عظيما في صفوف علمائها وعوامها.

وختم قائلا: إن الكائنات التي أقسم الله بها وبغيرها من المخلوقات غير المرئية قال تعالى : (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ {39} إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) الحاقة (38 -40) والتي فصلنا القول عنها في موضوع ومالاتبصرون بين الدين والعلم الحديث في كتابنا آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات .

 

تعليقات