هيثم طلعت يزف بشرى علمية: إتاحة إصدارات "عطاءات العلم" المحقّقة لآثار كبار العلماء على المكتبة الشاملة
- الأربعاء 09 أبريل 2025
قال الداعية الإسلامي محمد سعد الأزهري، إنه يتعجب من اﻹنسان الذي إذا أخطأ سواء بمعصية أو غيرها تمنى أن يستره الله، وإذا أخطأ غيره تمنى فضحه بل أحيانًا يسعى لذلك!
وبين أن هذا التناقض في سلوك الإنسان يعكس واقعًا نفسيًا واجتماعيًا
شائعًا، لكنه مؤلم ومعيب في الوقت ذاته، وهذه الحالة يمكن تفسيرها من خلال منظورين الأول: النظرة الذاتية والأنانية.
وتابع: حين يخطئ
الإنسان، يشعر بضعفه وحاجته إلى الستر، ويبحث عن كل ثقب لفضيحته كي يغلقه، لأنه
يدرك حجم الضرر الذي قد يلحقه كشف خطئه على سمعته أو مكانته.
وأردف: لكن حينما يرى خطأ الآخرين،
يتجرد أحيانًا من هذا الإحساس بالضعف، ويبدأ إحساس القوة بالتزيًن حتى أنه ينسى ما
كان فيه الأمس من ضعف ونقص وسعي إلى الستر! فينطلق من شعور داخلي بالتفوق أو
الغيرة أو حتى الرغبة في التسلية على حساب الآخرين، مما يدفعه للسعي إلى فضحهم.
أما السبب الثاني: ضعف الإيمان وتناقض الأخلاق، مؤكدًا أن الإسلام يعلمنا أن
نستتر ونستر غيرنا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من ستر مسلمًا ستره الله
في الدنيا والآخرة”، لكن حين يغيب الوعي بهذا المبدأ أو يطغى حب الفضول والشهرة أو
التشفي، يصبح الإنسان ظالمًا لنفسه ولغيره، غير ملتزم بما يدعو إليه الدين من
السِّتر والرحمة.
وعن الحل يرى الأزهري ضرورة أن يتذكر الإنسان
خطاياه دائمًا، وأن الله ستره مراتٍ عديدة، وهذا يدفعه لتعظيم قيمة الستر على
الآخرين، وأن يخشى
الإنسان ربه، ويتجنب نشر الفضائح مهما كانت، بل يسعى إلى الإصلاح ما استطاع.
واختتم بالقول: إذا عودنا أنفسنا أن نحاسبها بدلًا من محاسبة الآخرين، سنرتقي للسماء ونقترب من جوهر الذين كانوا يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا، ومجرد القُرب منهم نجاة، والهادي هو الله.